يقول العالم ألبرت آينشتاين “الجنون هو فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتوقع نتيجة مختلفة”. مقولة جميلة وفي غاية الأهمية فهي تكاد تختزل الكثير من النظريات والممارسات والمحاولات التطويرية والداعية للتغيير والتحديث. لقد وضع آينشتاين وفي ثنايا تلك المقولة الإجابة على العديد من التساؤلات وأزال علامات التعجب والاستغراب المصاحبة لتلك التساؤلات والتي سنتعرف على بعضها من خلال الموقف التالي:
الأخوة الأفاضل نحن نقوم وكما تعرفون جميعًا بتعيين أفضل الكوادر البشرية المتخصصة، ونحرص على توفير أحدث الأجهزة والبرامج والأنظمة الإلكترونية، ولكن رغم ذلك مازال العملاء غير راضيين عن مستوى خدماتنا. هذا إضافة إلى الأمر المحيّر وهو عدم وجود مؤسستنا ضمن قائمة تلك المؤسسات المتميزة. تابع الرئيس التنفيذي بابتسامة: يقول عالم الإدارة ريد ستنغر “لو لم تعترض باحترام فإنك خائن لشركتك”، نريد أن نستمع إلى آرائكم والتعرف على الأسباب بكل صراحة بعيدًا عن “ماذا يحب الرئيس أن يسمع”. 
بدأ أحد نوابه قائلًا: فعلًا لدينا أفضل الكوادر وأحدث الأنظمة الإلكترونية ولكننا لم نغير الهيكل التنظيمي للمؤسسة، إذ مازال هذا الهيكل ذو التدرج الهرمي المطول قائمًا وهذا يؤثر سلبًا على تدفق العمليات بشكل سلس، ويطوف القرار بعدة محطات قبل الوصول إلى العميل. تداخل أحد مساعديه قائلًا: أقترح أن يتم وضع مدة زمنية (Time Frame) لإنجاز كل خدمة، ويتم متابعة الإنجاز إلكترونيًا ويطبق مبدأ الثواب والعقاب بالنسبة للنتائج. 
ثم جاء دور مسؤول الموارد البشرية الذي قال: نحن نرى أن أحد أسباب القصور في الإنجاز مصدره عدم تطبيق نظام التفويض الإداري، إذ مازال المسؤول يريد أن يرى توقيعه على المعاملات دون أن يسأل نفسه ماذا أضاف توقيعي هذا. أقترح تطبيق التفويض الفاعل للصلاحيات وهذا ربما يتطلب تغييرا في نمط التفكير (Mindset) لدى البعض. 
سيدي القارئ، ما رأيك في مقولة العالم آينشتاين التي بدأنا بها هذه المقالة؟