العدد 4995
السبت 18 يونيو 2022
banner
التسويق الرياضي
السبت 18 يونيو 2022

فلورنتينو بيريز، عرَّاب السوبر الأوروبي “السوبر ليج” فاجأ العالم منذ أيام بتصريح مفاده أن هذا المشروع لايزال على قيد الحياة، مدفوعًا بأحلام مليارات الدولارات المنشودة من ورائه، خاصة مع مواصلة استعداد أحد البنوك الأميركية العملاقة الشهيرة- يقال إنه جي بي مورجان- مع ممولين آخرين على ضخ ما يقرب من الـ 10 مليارات دولار في هذا الدوري الذي أثار كثيرا من اللغط حوله.
هذا مثال صارخ على “البزنس الرياضي” أو “بزنس الرياضة”، وهو صناعة يعرف الكثير من الناس حول العالم مدى ربحيتها، وأن الاستثمار فيها ليس اقتصاديا فقط، بل اجتماعيا وسياسيا وثقافيا، وكلما أتقنّا في البحرين مهارات ومعطيات هذه الصناعة تمكنّا من ضخ المزيد من الأموال في خزائن فرقنا الرياضية ونهضنا أكثر بقطاع الرياضة ككل، بعد أن أصبح المال أحد أهم عوامل الارتقاء بالرياضة إن لم يكن أهمها على الإطلاق، سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا.
لقد عشت الأسبوع الماضي تجربة ثرية ومختلفة إلى حد ما استمرت على مدى ثلاثة أيام، قدمت خلالها دورة في التسويق الرياضي ضمن برنامج دبلوم الإدارة الرياضية الذي تنظمه الأكاديمية الأولمبية في البحرين، وذلك في إطار الجهود النوعية التي تبذلها هذه الأكاديمية من أجل تطوير مختلف مفاصل الرياضة البحرينية.
ومن خلال تقديمي لهذه الدورة، تعزز إدراك أنه في عالم الأعمال يُعد تحديد الجمهور المستهدف والوصول إليه أحد أصعب العمليات لتحقيق نجاح المشروع وهذا ما تملكه الرياضة بشكل عام، لكن تفاوت القدرة على الاستفادة من الجمهور هو ما يصنع الفرق بين الرياضة الناجحة وغيرها، فالفرق العالمية تتعامل مع مواردها غير الملموسة مثل التدريب والفعاليات الرياضية الترفيهية والمنتجات الملموسة مثل منتجات الملابس الرياضية وغيرها، في تحقيق موارد دخل إضافية، من غير الاعتماد على المساعدات والدعم المقدم من الدولة، عن طريق بيع حقوق النقل وعروض الرعاية المباعة للشركات التي تشارك الأندية والاتحادات نفس الجمهور المستهدف.
التسويق الرياضي عالم كبير لا يقتصر فقط على تأجير مرافق الأندية، وقد أوضح تقرير نيلسين سبورت Nielsen Sports الشركة الرائدة في تحليل الرعايات الرياضية وذكاء الجمهور الرياضي في عام 2021 تغير ملحوظ لدى الجماهير الرياضية خاصة بعد الوباء في تبني سلوكيات جديدة في مشاهدة المباريات عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، مما خلق لدى الأندية مصادر دخل مختلفة في عالم الإنترنت من خلال تقديم عروض رعاية جديدة كليا مثل رعاية ملخصات المباريات المعروضة على برنامج اليوتيوب أو تويتر، كما تم استغلال انتشار الرياضات الإلكترونية من خلال بيع حقوق الهويات التجارية للأندية الرياضية في ألعاب الفيديو.
وأصبح الطلب على المحتوى الرياضي بشكل عام مرتفعًا، فالبث على الإنترنت غير المتعلق فقط بالمباريات، مثل البرامج التحليلية في مواقع التواصل ومقاطع الفيديو من ملخصات ولقاءات مع اللاعبين وغيرها، ارتفع تقريبًا مثل ارتفاع الطلب على المباريات نفسها، وتقدر شركة Nielsen أن 39.4 % من المعجبين العالميين يشاهدون محتوى غير مباشر مرتبط بحدث رياضي مباشر.
هذا التغيير العالمي يخلق أيضا فرصاً تجارية مربحة للمنظمات الرياضية في البحرين، إذا ما كنا على استعداد لتحويل عمليات التسويق إلى عمليات تجارية احترافية، والتي تحتاج لقرارات جريئة من مجالس الادارة في الأندية والاتحادات، وهذا ما شهدته شخصيا خلال الثلاث أيام في الدورة من نقاشات واستفسارات متعلقة في التسويق الرياضي من أعضاء مجالس اتحاداتنا وانديتنا في مملكة البحرين، وهو مؤشر إيجابي للتغيير إلى الأفضل في المستقبل القريب، وكم أنا معجب بعزم القائمين على الأكاديمية الأولمبية في البحرين في تحقيق الأهداف المنشودة، وكم شدني أيضا حرص المشاركين في الدورة على تطوير معارفهم ومهاراتهم، وكل ذلك في سبيل الارتقاء بالقطاع الرياضي في البحرين.
رسالة لرواد الأعمال
اهتمام الأندية الرياضية في التسويق وعرض طرق رعاية أكثر ابتكارًا، يعطي فرصة كبيرة لرواد الأعمال للوصول لشريحتهم المستهدفة المشتركة مع الأندية والاتحادات، وفي عالم التجارة اليوم لا حدود للإبداع في تقديم خدمات للعملاء عن طريق هذه الشراكات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية