العدد 4984
الثلاثاء 07 يونيو 2022
banner
اختيار الأكفأ
الثلاثاء 07 يونيو 2022

لسنا ضد من ينوي الترشح للمجلس النيابي أو البلدي إذا كانوا يمتلكون الخلفية القانونية التي تؤهلهم للعمل في المجالين، لكننا نعتقد أنّ المهمة ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض، خصوصا إذا ما كان مجال عملهم لا يمت للسلطة التشريعية بأدنى صلة، وبالرغم من أننا ننادي بضرورة المشاركة في الاستحقاق الانتخابيّ، بيد أنّ هذا يتطلب في ذات الوقت أسساً لابد من التوفر عليها لتحقيق ولو الحد الأدنى من النجاح، أما الاستسلام لإغراءات المكافأة ووجاهة المنصب فستكون أكلافه باهظة جداً.
في دورات برلمانية سابقة شاء القدر للبعض أن يحمل صفة نائب برلمانيّ، لكن الذي شهدناه أنهم أصبحوا غير قادرين على النهوض بأعباء المهمة وإدارة الملفات المطروحة والسبب ببساطة أنهم لم يكونوا يتمتعون بالكفاءة المطلوبة، من هنا فإنّ الكثيرين يتمنون لو أعيد النظر في شرط المشاركة، فلا أعتقد أنّ القراءة والكتابة وحدهما كافيان لعضوية المجلسين النيابي والبلدي، والكثير أيضا باتوا في أسف كونهم لم يحسنوا اختيار الأكفأ والأجدر، واعترفوا متأخرين أنّهم خدعوا ببرنامج المترشح وصفة “نقابي”، متخيلين أنّ الصفة قادرة على حلحلة القضايا، فماذا كانت النتيجة؟ للأسف انها مخيبة لآمالهم فقد ذهبت آمالهم أدراج الرياح ولم يعد مجديا البكاء على اللبن المسكوب!
طبعا من حق الأعضاء المنتهية ولايتهم التباهي بما يسمونه “إنجازات” وكم الأسئلة المطروحة والقضايا التي تم تداولها، لكن الذي لم يذكروه أنّ المواطن لم يجن منها سوى الهشيم، ونحن ندرك أنّ كل هذه المنجزات ليست سوى تمنيات ومناشدات لم تترجم إلى فعل في الواقع. 
بقيت الإشارة إلى أنّ قلة من النواب حظيت مناطقهم بمشاريع نتيجة مثابرة وعمل دؤوب لا ينكر، إلاّ أنّ مناطق أخرى بقيت على وضعها، والمثال هنا منطقتا “سار والجنبية”، لأنه لم يقيض لهما من يترافع عنهما على مدى الدورات البرلمانية السالفة. إنّ تاريخ القرية – سار - مع من تم انتخابهم لم يثمر مشروعا واحدا بالرغم من وعودهم لها بالمن والسلوى. 
ونحن على أبواب استحقاق قادم فإنّ الأمل من أبناء المنطقتين (سار والجنبية) أن يكونوا قد استوعبوا الدرس جيدا والتفكير في اختيار الأكفأ والأجدر، لأنّ هدر سنوات أربع أخرى من العمر ليس أمرا سهلا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .