العدد 4977
الثلاثاء 31 مايو 2022
banner
"وينكم من أربع سنوات؟"
الثلاثاء 31 مايو 2022

أتابع بمضض، أخبار استقبال بعض النواب أهالي دوائرهم، وممثلي عدد من الجمعيات الأهلية والإنسانية، بعد فترة انقطاع وقطيعة دامت أربع سنوات كاملة، كان فيها الوصول لهم أصعب من البحث عن إبرة في كومة قش. وليست مستغربة هذه الالتفاتة الآن، فالانتخابات هي السبب، وصوت الناخبين هو السبب، وصناديق الاقتراع هي السبب، والرغبة في الاستمرار الفاشل في المجلس الذي وجد لأجل الشعب هو السبب.
ولأن الحال تغير الآن، فالظروف تغيرت أيضا، والأولويات، والوعود، وهي بالغالب جوفاء، لا ناقة لها ولا جمل، ولا نتيجة، ولا أثر، إلا تعليق آمال الناس حتى موعد التصويت، لتعود الأمور بعدها كسابق عهدها، هجران، وقطيعة، وتأفف، وعدم اهتمام بالناس.
ما يحدث ببساطة هو تجاوز وتخط ليس لواجب النائب، ومهماته، ومسؤولياته، بل لقيم المجتمع وأخلاقياته، والأسس التي وجد لأجلها، بل وضربة معول قاتلة بثقة الناس بالمجلس التشريعي، وفي كل من يترشح، أو يحاول أن يكون صوتاً صادقاً لخدمة الناس. ما يحدث هو تخريب لأية جهود قادمة، أو مساع، بأنانية مفرطة، لا ينظر بها المرء إلا لنفسه، وكأن المقعد التشريعي بات أداة لتصليح الأوضاع الفردية، وليس المجتمع والأمة والناس.
لقد رأينا ما قدمته حكومة البحرين من جهود كبرى في الجائحة وعلى كل المستويات، على مستوى الرعاية الصحية، والاقتصادية، ووقف الأقساط، وتسهيل العمل والتعليم من المنزل، وغيرها الكثير جداً، وبمبادرات كان النواب طرفاً صغيراً بها، وليس أساسا، كما نتابع بتقدير واحترام بالغين، ما يحققه تطبيق "تواصل" الذي وجد لخدمة الناس، بكل أمانة وصدق، وكيف أصبح أداة تصحيح، وتخويف بذات الوقت لكل متهاون أو متكاسل.
ما يحدث هو واقع عكسي، فالمفترض أن يكون المجلس التشريعي بأعضائه الأربعين هو من يضع بوصلة المسار، ويصححها، ويعدل أوضاع الناس، لكن الحال كذلك بسبب من التفتوا لأنفسهم، ونسوا واجباتهم الكبرى التي سيسألون عنها، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .