+A
A-

حرب السفراء تستعر.. موسكو تطرد عشرات الدبلوماسيين الأوروبيين

استعرت خلال الساعات الماضية حرب طرد السفراء، مع تصاعد التوتر الروسي الأوروبي. فقد استدعت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، السفير الإيطالي لدى موسكو جورجيو ستاراس، لإبلاغه بإجراءات جوابية على خلفية طرد روما لدبلوماسيين روس في وقت سابق. وأبلغت الخارجية السفير بطرد 24 دبلوماسيًّا إيطاليًّا كإجراء مماثل. كما أعلنت طرد 27 إسبانياً، و34 دبلوماسياً فرنسياً، مؤكدة أنهم باتوا “أشخاصاً غير مرغوب فيهم”.
وأتت تلك الخطوات الروسية بعد خطوات إيطالية وفرنسية مشابهة في أبريل الماضي. فقد أعلنت باريس الشهر الماضي طرد 41 دبلوماسيا روسيا، كانوا يقومون بحسب ما أكدت، بنشاطات تجسس. وأوضحت حينها أن القرار يندرج في إطار “مساع أوروبية”.
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في بداية أبريل الماضي، طرد 30 دبلوماسياً روسياً، “لأسباب تتعلق بالأمن القومي”، بحسب ما أوضح وقتها وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.
إلا أن دي مايو رأى أن خطوة الروس اليوم بطرد دبلوماسييه غير مبررة.
بدورها، نددت باريس “بشدة” بهذا الطرد، معتبرة أن القرار الروسي لا يستند “إلى أي أساس شرعي”. وقالت وزارة الخارجية في بيان “يقدم الجانب الروسي هذا القرار على أنه رد على قرارات فرنسا” المتخذة في أبريل عندما طردت “العشرات من العملاء الروس” الذين يشتبه في أنهم جواسيس.
كما أضافت “عمل الدبلوماسيين والموظفين في السفارة الفرنسية في روسيا يندرج بخلاف ذلك، في إطار اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية
يذكر أن العديد من الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا وسلوفينيا والنمسا وبولندا واليونان وكرواتيا قامت بطرد أعداد كبيرة من الدبلوماسيين الروس منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.كما طردت الولايات المتحدة 12 عضوا من البعثة الدبلوماسية الروسية إلى الأمم المتحدة مطلع مارس.
من جهة أخرى، بعد تعثر المفاوضات بين موسكو وكييف، اتهم الكرملين، أمس، أوكرانيا بـ”الافتقار التام إلى إرادة” التفاوض، مشيرا إلى أن كييف لا تريد الاستمرار في محادثات السلام لوضع حد للصراع الجاري على الأراضي الأوكرانية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن “المحادثات لا تتقدّم ونلاحظ غياباً تامًا للإرادة من جانب المفاوضين الأوكرانيين لمواصلة هذه العملية”.
حوالي ألف مقاتل خرجوا من آزوفستال.. وكبار القادة باقون
ميدانيا ووسط غموض يلف مصير الخارجين والباقين على السواء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن 694 مقاتلا أوكرانيا متحصنين في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية، استسلموا خلال الـ24 ساعة الماضية. كما أوضحت، أمس، في بيان يومي، حول العملية العسكرية، أن 959 مسلحا من آزوفستال استسلموا منذ يوم الاثنين الماضي، بينهم 80 مصاباً، بحسب ما نقلت فرانس برس.
فنلندا والسويد تقدمان طلبَي انضمام للناتو 
قدمت السويد وفنلندا طلبا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس، في نتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا، فيما بدأت المحاكمة الأولى في كييف لجندي روسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب منذ بدء الصراع.
ففي بروكسل، قدمت فنلندا والسويد الأربعاء طلبي انضمامهما لحلف شمال الأطلسي، بعدما تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في تحول كبير في سياسات الحياد العسكري التي انتهجها البلدان على مدى عقود. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد تسلمه الطلبين من السفيرين الفنلندي والسويدي في مقر الحلف “إن الطلبين اللذين قدمتاهما اليوم هما خطوة تاريخية. سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل المقبلة ضمن مساريكما للانضمام إلى الناتو”.
وتعليقاً على تقدم كل من فنلندا والسويد رسمياً بطلب انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أنه يوم تاريخي.
فقد اعتبر في تغريدة على حسابه على تويتر، أنه “قبل وقت وجيز لم يكن أحد يتوقع مثل تلك الخطوة”.إ لا أنه أكد “أن طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المروعة غيرت الخطوط الجيوسياسية للقارة الأوروبية”.كما شدد على أن بلاده تتطلع للترحيب بفنلندا والسويد في الناتو “قريبا جدا”.
وفي تطور آخر، وبعد حوالى ثلاثة أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت محاكمة جندي روسي يبلغ 21 عاما متهم بقتل مدني يبلغ 62 عاما نهاية فبراير الأربعاء في كييف. وهذه أول محاكمة لجندي روسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب منذ دخول قوات موسكو إلى الأراضي الأوكرانية الأربعاء في كييف، وقد أقر الجندي المتهم بقتل مدني بأنه مذنب معترفا بكل الوقائع التي نسبت اليه.
وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يعترف “بدون تحفظ” بكل التهم بما يشمل تهمتي جريمة حرب والقتل العمد، رد الجندي وهو من إيركوتسك في سيبيريا بـ”نعم”.
ويواجه الجندي عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.