+A
A-

العلاقات الإلكترونية.. تنجح قليلًا وتُدمر كثيراً

 استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحاضر ان تؤثر بشكل كبير على أفراد المجتمع ، حيث هيمنت عبر تطبيقات وسائل التواصل المختلفة واحدثت تأثيرا بشكل كبير على المراهقين والصغار مما أدى إلى تكوين علاقات ليس لها حدود من شتى الفئات العمرية ، إلى ان استخدم البعض وسائل التواصل كوسيلة للترفيه وآخرون قاموا بتكوين العلاقات والصداقات التي كان البعض منها نهايته الزواج و آخرون كانت تلك الصداقات والعلاقات بالنسبة لهم مضيعة للوقت وخراب للعقول وخصوصًا  المراهقين، حيث ان كثيرًا من العلاقات تخللها الكذب والاستغلال ، ويبقى السؤال المثير للحيرة هل العلاقات عبر برامج التواصل الاجتماعي ناجحة؟ وهل بإمكانها ان تسلك مساراً صحيحًا ليدوم على المسلك الصحيح من دون أي عواقب؟
 
"الصداقات ممتازة بالمستوى طبيعي"
حول ذلك ترى (مريم أحمد) ان العلاقات او الصداقات الالكترونية ممتازة اذا كانت العلاقة بمستوى طبيعي بحيث لا يكون في  تدخل في الحياه الشخصية بسبب عدم معرفة الطرف الاخر معرفة جيده يجب الحذر قليلا ومن الممكن ان تكون العلاقة  الاكترونية ناجحه لكن بالنسبة لي لا اراها تناسبني و افضل ان تكون علاقاتي مع اشخاص اعرفهم في دائرة معارفي .
 
"العلاقات الالكترونية والكوارث الاجتماعية"
في حين تعارض (علياء جاسم) وترى في العلاقات والصداقات الإلكترونية أخطارا كبرى وهذا ما يجهله المراهقين إلا بعد حدوث الكوارث، و في المقابل التواصل عامل جيد لكن هذه الظاهرة أنشأت أضرار أخرى أكثر من نفعا، و إذا ما رأينا في الأمر الواقع فمعظم هذه العلاقات يستحيل فيها إلتقاء الطرفين. الظاهرة سببت كوارث اجتماعية و أسرية و من أحد أسبابها فقد الوعي حول هذه الظاهرة و هذه العلاقات بين المجتمع خاصة فئة المراهقين و الشباب .
 
"مصداقية الطرفين ناجحة إلكترونيًا"
فيما ذلك توضح (غدير علي) أعتقد أن أغلبها ناجحة، بسبب مصداقية الطرفين التي تحدث غالباً، ولكن لا يعني أن تكون جميعها ناجحة، فهو الحال مشابه للصداقات التي تحصل واقعياً، فبعضها ينجح وآخر يفشل.. لكن بما أن العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرة، فالتواصل عبر الإنترنت أصبح الأكثر استخداماً، فتحولت صداقات الواقع إلى صداقات إلكترونية، والعكس صحيح. 
الصداقات الإلكترونية أصبحت هي الأقرب إلى الواقع، فطالما نرى تطورها وتحولها إلى الواقع أكثر، وكما يقول المثل "ألف صديق ولا عدو واحد“، ورغم هذا يجب أن يكون الشخص دقيقاً باختياره للصديق، سواء عبر الإنترنت أو الواقع الحي، لأن الأيام حُبلى بالمفاجآت والأحداث غير المتوقعة .
 
"علاقات عابرة"
حيث أضاف (حسن الدرازي) رأيه بالعلاقات الالكترونية بأنها مجرد علاقات عابرة و مؤقتة حيث ان الطرفين يكونوا مستمعتعين بها فترة وتنتهي بمرور الوقت ، ولا استطيع ان أقول أنها ناجحة ام لا، وانما يجب على الطرفين ان يستعدوا بألم الاستعداد لإنجاح تلك العلاقة بعد التأكد من جديتها وعدم الإطالة فيها لتجنب الوقوع فيما يخالف الدين الإسلامي .
 
"الفضاء الالكتروني والصداقات"
أوضحت (زينب محمود) الفضاء الالكتروني ، وبرامج التواصل الاجتماعي أتاحت لنا أن نتعرف على اشخاص لاتربطنا بهم علاقات معرفة مسبقة، وقد لاتجمعنا بقعة جغرافية واحدة ومن وجهة نظري أن العلاقات الالكترونية لها جانبين السلبي والايجابي، والشواهد كثيرة ان هذا الفضاء سمح لنا بأن نكون صداقات قيمة وعلاقات عمل ، وتبادلنا الثقافات والمعرفة مع أشخاص لم نلتقيها ، ولربما التقينا بهم مدة تعارف الكترونية طويلة وهذا الشق الإيجابي في الموضوع ، أما فيما يتعلق بالعلاقات " العاطفية " فلا أعتقد ان الفضاء الالكتروني المكان المناسب الى علاقات لانعلم خفاياها وجديتها … وبكل تأكيد الفيصل هو وعي الشخص في كيفية استخدامه لهذه المواقع وتقييمه للأشخاص بما فيها العلاقات .
 
 
 
"الصداقات إلكترونيًا هرب من الرقابة"
من جانبه قالت (جنات حسين) العلاقات او الصداقات التي تحصل عبر الفضاء الالكتروني أو من خلال وسائل التواصل المتعددة أغلب أصحابها لم تسنح لهم الفرصة لإقامتها بشكل علني وطبيعي بسبب المجتمع والتقاليد والأعراف والقوانين التي تنبذ التعارف فاكتفوا بهذه الوسائل المتاحة التي يمكن من خلالها الهروب من الرقيب والاهل واستغلالها في غرف البرامج المختلفة للتعبير عن تلك الاحاسيس ي إطلالة جديدة من نوع خاص أي وقت وفي أي مكان لسهولة الوصول ولسهولة الاستخدام أيضا، و أغلب هذه العلاقات ليست ناجحة بسبب عدم الوضوح فيها والضبابية في العلاقة وعدم الاتفاق على نوعية هذه العلاقة وعلى الهدف منها.
 
"اشجع على الصداقات القائمة على الصداقة"
فيما عبرت (أسماء عابد) بقولها إذا كانت العلاقة من اجل التطوير المهني والذاتي.. فنعم اشجع عليها ، ولكن إذا كانت صداقات على الصعيد الشخصي لا أحبذها بتاتًا لأن أغلبها ظاهرها إيجابي في بداية الأمر ونهايتها تكون خطيرة أو سلبية سواء بين الفتيات أو الذكور، وبشكل عام ينبغي الحذر من العلاقات التي تكون عن طريق برامج السوشال ميديا سواء على الصعيد المهني أو على الصعيد الشخصي لما فيها من عواقب لا عدد لها.
 
"اهتمامات مشتركة على الصعيد الشخصي"
و وضحت (أماني منصور) إن العلاقات الالكترونية الصداقات الالكترونية تشبه بحد كبير الصداقات في العالم الحقيقي ، حيث تجمع اشخاص ذوي اهتمامات مشتركة واعمار متقاربة ، وبالنسبة لي لا أرى مشكلة في الصداقات الالكترونية إذا كانت تقدم لي الدعم الذي احتاجه و استفاد منه وتكون مبنية على الحب والاحترام والتقدير. ولدي العديد من الصداقات الالكترونية التي تجاوزت قرابة الخمس سنوات ، ولا تزال مستمرة إلى يومنا هذا ، وفي الوقت الحالي مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ، لازلت اكسب الكثير من الصداقات الالكترونية.
 
"علاقات عابرة "
في حين تعارض(هدى محمد) وترى بأن العلاقات الالكترونية ماهي إلا سوى علاقات عابرة وغير جديرة بالثقة حيث ان العديد من الناس يقومون بالتسلية ومضيعة الوقت بهذه الأمور التي لافائدة مرجوة منها غير تلك العواقب الجمة التي من الممكن ان يتعرض لها واحدًا من الطرفان في العلاقة أو كلاهما ومن جانب آخر قد تنجح هذه العلاقات ولكن ليس بمتانة و وثاقة العلاقة الحضورية التي تكون بشكل مباشر وجها لوجه.
 
"لابأس بها في سن الرشد"
من جانبه قالت اخصائية علاج النفس "خديجة العويناتي" لا بأس في العلاقات الالكترونية إن كانت شخصية الطرفين واضحة، بمعنى أن يعرّف كل واحد من طرفي العلاقة نفسه بأسمه الحقيقي ومعلوماته الشخصية الحقيقية والصريحة بحيث لا يكون شخصاً مجهولاً أو غير معروف وبالتالي يتم خداع الطرف الآخر بشخصية وهمية لا وجود لها، بالإضافة إلى أن يكون كلا الطرفين في سن الرشد ولا ينصح بمثل هذه العلاقات للأطفال. ولايمكن تحديد درجة نجاح تلك العلاقات من عدمها بشكل مطلق، فهناك علاقات صداقة ناجحة جداً قائمة على التكنولوجيا والتواصل الالكتروني ولكن كما ذكرت سابقاً نجاحها مبني على أسس مبدئية واضحة، كالصدق والصراحة والثقة.