العدد 4958
الخميس 12 مايو 2022
banner
إضافات مختصرة عن قصة أصحاب الكهف
الخميس 12 مايو 2022

أشكر الأخ الأستاذ محمد عبدالحكيم العرادي على مقاله القيم بعنوان (العرادي يروي قصىة أصحاب الكهف وعملة “دراخما” الإمبراطور دقيانوس) والذي احتوى على معلومات مهمة والمنشور في صحيفة البلاد يوم الثلاثاء 2 شوال 1443 هـ الموافق 3 مايو 2022 وأود أن أضيف بعض من المعلومات المختصرة حتى لا يكون هناك التباس لدى القراء الكرام؛ لأن المقال كما قال الأستاذ العرادي بأنه جزء من بحث أعده عن أصحاب الكهف (نظرة وسرد تاريخي) وهي:
كما قال الاستاذ العرادي لا يوجد ذكر في الكتاب المقدس (التوراة “العهد القديم” والإنجيل “العهد الجديد”) عن أصحاب الكهف (عند المسلمين) والسبعة النائمون (عند المسيحيين)، ولكنها توجد في المرويات المسيحية، ولكن هناك حادثة عن قديسة يهودية وأبنائها السبعة تعرضوا للتنكيل ولم يلتجوا إلى كهف. 
هناك اختلافات في المرويات المسيحية بحسب مذاهبها عن أصحاب الكهف من ناحية الفترة والمكان ومدة مكوث الفتية في الكهف، فهناك أقوال 180 سنة /200 سنة /372 سنة، وهناك اختلافات عديدة عن كيفية اكتشافهم، فهناك قول من قبل قس المدينة / عن طريق أحد الفتية عند ذهابه إلى المدينة كما تم حسمها في القرآن الكريم / قابلهم الأمبراطور وتحدث معهم وكذلك عددهم وأسماؤهم واسم الكلب وهل كانوا فتيانا من علية القوم أو من جنود الأمبراطور وانضم لهم بعدها راعي غنم مع كلبه.  
هناك العديد من الأباطرة الرومان أعلنوا العداء للديانة المسيحية وسبقوا الأمبراطور دقيوس أو دقيانوس (حكم 249/251م) ويعتبر الأمبراطور تراجان أو تريان (حكم 98/117م) أول أمبراطور روماني أعلن العداء للديانة المسيحية وحرمها وحكم على كثير من المسيحيين بالموت.  
هناك عدة كهوف في دول مختلفة تنسب إلى أصحاب الكهف، ومنها: تونس واسكتلندا والدنمارك، ولكن المراجع المسيحية خاصة السريانية ترجح أنها في مدينة أفسس/أفسوس بالقرب من أزمير في تركيا وترجح المراجع الإسلامية بأنها أفسوس، وهناك أقوال بأن الكهف في جبل قاسيون وفي مناطق أخرى في سوريا وقول في كهف الرقيم في الأردن والذي يقال بأنه أقرب إلى وصف القرآن الكريم.
كان هناك بحث وتنقيب من قبل الدولة العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر عن الكهف. 
وبحسب قول الدكتور محمد هشام النعسان، بوجود العديد من أماكن الكهوف يدعى أنها لأصحاب الكهف موجودة في نحو 40 دولة، منها: قمران أو أيلة بفلسطين أو طليطلة أو لوشة أو جنان الورد بالأندلس أو جبل قاسيون في ظاهر دمشق بالشام أو نينوى بالعراق أو جبل عكران بالسعودية أو قرية المعقاب أو منطقة السعدي أو ذمار باليمن أو أفسوس إلى عربسون أو طرطوس بتركيا، إلى بريطانيا حاروا بين عدة كنائس بلندن، إلى شبه جزيرة إسكندنافيا (الدنمارك، السويد) حيث عثروا على سبع جثث غير بالية على هيئة الرومانيين، إلى روما في جوار الفاتيكان، حيث سراديب وكهوف “الكيتا كومز” وجد رسم على الجدران لأهل الكهف السبعة، كما يعتقد بأنه في نخجوان بالقفقاز بأذربيجيان، أو كهف الوصيد بإيران، ولكن المستشرق كلارمون جانو يرى أن كهف الرجيب بالأردن هو كهف أهل الكهف، بينما يرى الدكتور عبد المنعم سيد أن المكان هو منطقة البتراء، حيث وجد كلمة “رقمو” بالنبطية محفورة على الصخر بمدخل المدينة وكما يوجد نقوش باليونانية على الجدران تعود لسنة 446م وقول آخر بأنها في نينوى وآخرون يرون أنه في دمشق، وذكر البعض أنهم كانوا في روما في سراديب الكتاكومب أو في اسكندنافيا، حتى أن البعض ذهب بأنه موجود في بريطانيا.
التقويم الشمسي والقمري كان معروفا عند الأمم الأخرى وعند العرب قبل نزول القرآن الكريم الذي صوب الحساب الصحيح والفرق بين السنة الشمسية والقمرية والمتعارف عليه حاليا منذ أكثر من 14 قرنا ومنع النسي وقد استخدم العرب بعض التقاويم الأخرى ومنها التقويم العبري والذي يعتمد على التقويم الشمسي والقمري بعد تغيير الأسماء.  
الاختلافات والتشكيك الذي يثار من حين إلى آخر عن استحالة مدة مكوث أصاب الكهف بحسب ما ذكر في القران الكريم (300 سنة شمسية /309 سنوات قمرية) مع فترة حكم الأمبراطور دقيانوس أو أي أمبراطور آخر سببها اختلاف التقويمات مما يؤدي إلى اختلاف في الحسابات المستخدمة في السابق (اليوناني، الروماني القديم، التقويم الأسكندري لمصر الرومانية، البيزنطي، الجولياني والغريغوري الحالي والمستمد من الجولياني ويعتبر الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر (1502/1585م) هو المعيار الدولي الصحيح والذي يتماشي مع السنة الشمسية والفضل يعود إلى الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس الذي اقترح أن يكون ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام بداية للتقويم وهناك العديد من الأحداث المشوقة لاستخدام هذا التقويم)، ولكن الدول الأوروبية الشرقية المسيحية عارضت التقويم لنحو ثلاثة قرون.  
هناك إعجاز آخر في سورة الكهف لعدم حسم عدد الفتية؛ لأن المذهب اليعقوبي المسيحي يعتقد بأنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، في حين أن المذهب النسطوري المسيحي يعتقد بأنهم خمسة وسادسهم كلبهم والبقية بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم. 
حسب المروحيات، فأن سبب ظهور قصة أصحاب الكهف عدم تصديق الناس بعودة المسيح عليه السلام وقيام الموتى ليوم الحساب.   
هناك كثير من العبر في قصة أصحاب الكهف عن الفتية وعن أحداث أخرى لا مجال لذكرها في هذا المقال المختصر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .