بدأت الساحة الانتخابية تسخن بشكل تدريجي، مع إعلان فض دور الانعقاد للمجلس التشريعي الحالي، ما يؤذن بحراك قوي للمرشحين المقبلين، سواء للنيابي أو البلدي.
وتلقيت شخصياً الكثير من الاتصالات التي يطلب مني أصحابها، الوقوف معهم في الانتخابات سواء بشكل شخصي، أو صحافي، وهو أمر ممكن بالنسبة للشطر الأول لمن أتوسم به الخير والمنفعة للناس، وغير ممكن كصحافي، حيث تفرض علي أخلاقيات المهنة أن أقف على مسافة واحدة من الجميع.
وقد شهدنا في انتخابات 2018 ترشح الكثيرين، خصوصاً للمجلس النيابي.. منهم مرشحون لم نسمع عنهم من قبل أو من بعد شيئاً، وآخرون قدموا برامج انتخابية مزلزلة ولم يوفقوا، بخسارة أبعدتهم عن الناس، بشكل غير مقبول، فخدمة المجتمع كما أسلفت بمقالات سابقة لا ترتبط بمقعد، إنما بالمواقف.
في المرحلة المقبلة، سنشهد نزول الكثيرين، وهو أمر صحي، وجيد، للحراك الانتخابي، ولمنح المواطن فرصة الاختيار، مع تعدد الخيارات وعدم حصرها على فرد بعينه، لكننا ندعوا المواطن أيضا لأن يفتح عينه “على الآخر”، ويميز بين الغث والسمين وصاحب المنفعة، حتى لا يندب الحظ فيما بعد على سوء أداء المجلس، وضعف أعضائه.
الأمر الآخر، أؤكد على المرشحين الجدد، أو من سيعيدون ترشيح أنفسهم، بأن يتقوا الله في أبناء بلدهم الذين لا يحتاجون مزيدا من الابتلاءات والكوارث والضغوطات، بأن لا يترشح منهم إلا القادر على العطاء للوطن، وليس لنفسه.
فالمواطن بكل مدينة وقرية، اليوم وكل يوم، ينتظر مجلساً يكون صوتاً معتدلاً، بناءً، في خدمة الجميع، مراقباً على المال العام، وحقوق الناس.