الغريب أن بعض الشركات والبنوك تطرح شعارات رنانة على أنها صاحبة التحدي الأقوى والعمل الدائب المستمر من أجل الزبون، لكن على أرض الواقع تكتشف أن الشعار لا يتناسب مع الخدمة السيئة التي تقدم للزبون، وهناك قاعدة معروفة تقول إن الشركة الناجحة يظهر عملها وإنتاجيتها القصوى والمتميزة وقت الضغوط وليس في الأيام العادية.
لقد اعتاد المواطن تعطل الصراف الآلي لبعض البنوك خصوصا قبل يوم العيد، فتجده ينتقل من فرع إلى آخر وكأنه في معركة يريد أن ينتهي منها بأي شكل من الأشكال، مع وجود تحد آخر أو معركة لها تقديرات خاصة، وهي زحمة الشوارع أيام العيد “يا ساتر”.
وتبدأ رحلة الأسى على طريقين، الأول عندما يخبره الصراف الآلي للبنك وهو نعسان بعدم وجود مبالغ للسحب، والطريق الثاني والأكثر غرابة والذي بحاجة إلى الإيضاح والإفصاح، هو عدم توفر خدمة الإيداع في الصراف، وبالطريقة المرسومة والمقروءة أمامنا قد يكون الجهاز قد امتلأ بالمبالغ المودعة من قبل المواطنين والمقيمين، وهذا يبقى لغزا يحتاج إلى أبوالفلسفة العقلية “سقراط” ليحله.
نأتي إلى بعض شركات الاتصالات في سوق العمل، والتي يبدو أنها تواجه تحديات بالغة الصعوبة في مسألة الرد على استفسارات الزبائن، فالرقم المخصص للرد على الاستفسارات يحك فروة رأسه ويقلب البصر من إهمال وتقاعس موظف البدالة ولو كان عنده لسان لقال “يا أخي رد على الناس.. أرفع السماعة”، في كثير من الأحيان ينتظر الزبون أكثر من ساعة على الخط دون جدوى، حتى الأسلاك الممتدة في الأرض ترتعش وتتقطع أوصالها من شدة الحرارة وطول الانتظار.
السؤال الضروري الذي ينبغي أن نسأله.. لماذا تتحدث الشركات عن التطوير وتحسين الخدمة والبطولة الشاملة والتسهيلات التي لا مثيل لها، ثم يكتشف المواطن في وقت من الأوقات أن معظم هذا التحدي مني بالفشل الأليم والسلبية هي الغالبة.