أقبل العيد علينا ونحن والبحرين بخير وعافية وسلامة، ويعود علينا هذا العام بفرح مُتجدد للقريبين والبعيدين، فمن لم يصل يتصل بالهاتف لتبادل التهاني والتبريكات، عيد الفطر السعيد يطل علينا كجائزة مقابل صيامنا نهارًا وقيامنا ليلًا، وتم الاحتفال به لأول مرة في السنة الثانية للهجرة بعد فرض الصيام على المسلمين، ويشارك المسلمين في عيدهم أصحاب الديانات الأخرى الذين يأتون ويُقدمون التهاني، ومن سماحة الإسلام فإن العيد يجمع الكبير والصغير والقريب والبعيد والغني والفقير، ويجمع بين أهل البحرين وأشقائهم من العرب وأصدقائهم الأجانب، تجمعهم الفرحة والغبطة بمقدم هذا الضيف السنوي العزيز.
يتميز عيد الفطر السعيد بمجموعة من العادات والقيم الحميدة، منها ــ ارتداء الملابس الجديدة ومعاودة المرضى في البيوت والمستشفيات والعطف على اليتامى، وبتردد الناس على البيوت والمجالس والجيران والأهل والأصدقاء لتبادل التهاني، ويتناولون ما لذ وطاب من الأطعمة التي يتم صنع بعضها خصيصا لهذا اليوم، وتزيد الفرحة بمرور الأطفال على البيوت لنيل “العيدية النقدية” التي تبعث فيهم البهجة، وبزيارة المتخاصمين لبعضهم وإزالة أسباب الخصام وعودة الوئام بينهم، وبزيارة بيوت اليتامى وإزالة كل مشاعر الحزن والأسى الذي أصابهم.
العيد في البحرين كما هو في جميع الأقطار العربية والإسلامية، قد تختلف العادات والتقاليد ونوعية المأكولات وشكل الملابس، إلا أن الفرحة واحدة التي تسعد الناس جميعًا، يجتمع الناس بعيدًا عن الزلات والمخاصمات لكي يريحوا أنفسهم من هذه وتلك، ويعيشوا معًا في صفاء ونقاء. وكل بحريني يفتح قلبه لأخيه وجاره وصديقه وقريبه قبل باب بيته ليهنئه بمقدم العيد، فالعيد ليس فقط مناسبة دينية بل هو أيضٍا مناسبة اجتماعية، ولا تخلو المجمعات وأماكن الترفيه من الناس في يوم العيد وأيامه التالية، حيث يتوجه إليها الكثير ليتسلوا ويفرحوا مع الآخرين.
في هذه المناسبة الجليلة علينا أن نتذكر الفقراء والأيتام، والذين لحقوا برحمة ربهم من أهلنا وأصدقائنا وجيراننا.
وبهذه المناسبة نرفع أسمى آيات التهاني إلى البحرين وقيادتها وشعبها وإلى أبناء الأمة العربية والإسلامية، وكل عام وجمعينا بخير، و”عساكم من عواده” وأنتم في جميل الصحة وجليل العافية.