العدد 4948
الإثنين 02 مايو 2022
banner
بأي لغة نخاطب المشاهد والقارئ؟
الإثنين 02 مايو 2022

“تهنئة”
(بمناسبة عيد الفطر المبارك يشرفني أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، داعيا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة وأمثالها على جلالته وسموه بالخير واليمن والبركات).
لا أعرف كيف تختار بعض الفضائيات العربية المذيعين والمذيعات ونوعية الاختبار الذي يتم اجتيازه ليتمكنوا من حجز المقعد والخروج على المشاهد العربي بـ “بلاوي” من الأخطاء والمفردات غير المفهومة والبعيدة عن لغة الإعلام باختلاف المنصات من صحافة وإذاعة وتلفزيون، إذ لا يزال البعض يخرج عن السياق وينسى نفسه ويلفظ مفردة شعبية اعتاد عليها في وطنه، لكنها غريبة عند المشاهدين.
رحم الله كاتبنا وأديبنا فاروق شوشة الذي انتبه إلى هذه الإشكالية منذ زمن، حيث أكد أن اللغة الإعلامية لها كيانها الخاص المتميز في الملامح والسمات، كيان مستقل عما يمكن أن نسميه لغة تراث، واللغة الأدبية ولغة العلم والحضارة مثلا. صحيح أن الفصحى هي اللغة الإعلامية، أي لغة الاتصال بالجماهير، لكن.. أية فصحى؟
إن هذه اللغة الإعلامية مطالبة قبل أي شيء آخر بأن تجتاز المعادلة الصعبة بين كل من التراث والمعاصرة، فليس المطلوب منها أن تكون مجرد لغة تراث، كذلك فهي لا تستطيع أن تكون ولا ينبغي لها أن تكون مقطوعة الصلة بلغة التراث، وليس المطلوب منها أن تكون لغة علم وحضارة، فهذه لغة المتخصصين المشتغلين بميادين العلم والحضارة، لكن لا ينبغي لها أن تكون مقطوعة الصلة بلغة العلم والحضارة، وليست بالطبع لغة أدبية محضة.
اللغة الإعلامية ليست غاية في ذاتها ولا ينبغي لها أن تكون، هي ببساطة شيء آخر غير لغة التراث ولغة العلم والحضارة ولغة الأدب والفن، لغة تمتاز بالعمق، العمق الذي يجعلها تنبض بالحياة دون أن تقع في شرك التجريد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية