العدد 4947
الأحد 01 مايو 2022
banner
هل ستعتاد قلوب الناس على مشاكل العصر
الأحد 01 مايو 2022

معظم المشاكل التي نعيشها في هذا العصر تنبأ بها كتاب ومفكرون عاشوا قبل نحو 60 عاما وربما أكثر، فكل ما يقف له العالم مبهورا اليوم، كان يلهب خيال الناس طويلا في ذلك العصر، وكل ما علينا نحن أبناء هذا الجيل هو جمع الخيوط المتفرقة التي تحيط بتلك المشاكل والأحداث، فقد تنبأ الكاتب البريطاني المجري دنيس غابور في كتابه “ابتكار المستقبل” الصادر عام 1964 بمشكلات العالم المستقبلية بنظرة علمية قدر الإمكان، فالكتاب يثير قضايا مهمة، والمؤلف يعتقد أن حضارتنا تواجه أخطارا ثلاثة، أولها خطر الدمار كنتيجة حرب نووية، وثانيها زيادة عدد السكان لدرجة تعيق تقدم البشر، وثالثها عصر الفراغ المترتب على التقدم التكنولوجي الهائل الذي يشهده عالمنا اليوم.
وبما أننا نشهد الحرب الروسية الأوكرانية، فنجد أن كل ما ذكره دنيس عن خطر الدمار صحيحا، فالحرب النووية ستؤدي إلى تدمير معظم حضارتنا، لكنها لن تستطيع أن تفني كل البشرية، لكن ما الذي يدفع البشرية إلى هذا الطريق الرهيب!! دنيس يستعين بجزء مما كتبه “بلاكيت” في مقالة نقدية لبعض مفاهيم الدفاع المعاصرة. يقول هذا الكاتب: “لا يساورني أدنى شك في أن الخطر الرئيسي اليوم لا ينتج عن التصرفات المنطقية للحكومات، لكنه ينشأ أساسا عن التصرفات الخرقاء لأناس غير مسؤولين، خائفين، مهانين، ناقمين، أو مجرد مجانين، كما يزداد احتمال حدوثه كنتيجة لتصرفات مرتبكة لأشخاص حسني المقاصد، لكن غلبتهم ظروف معقدة أقوى من مقدرتهم العقلية والأخلاقية”.
وإذا كانت هذه الاحتمالات قد تؤدي إلى حرب نووية فيها فناء للبشر، فإن لدى المؤلف احتمالات أخرى بعضها قد ينشأ عن التصارع الآيديولوجي الذي يقسم العالم اليوم، كما أن التقدم التكنولوجي جعل الحرب أداة دمار لا مثيل لها، ولم تعد لوسائل الدفاع أية قيمة، كما أن المباغتة في الحرب لم تعد طريقة أكيدة لكسب هذه الحرب.
لست أدري هل مضى من الوقت ما يكفي لكي نطمئن، أم أن أنفاس الناس ودقات قلوبهم ستعتاد على مشاكل هذا العصر وما يخفيه خلف الستار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية