العدد 4946
السبت 30 أبريل 2022
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
إقحام الأطفال في مشاهد لا تناسب أعمارهم.. استغلال صريح
السبت 30 أبريل 2022
المتابع لبعض المسلسلات الخليجية في هذا الشهر الفضيل يرى فيها تجاوزا غير مسبوق من خلال الزج بالأطفال في أدوار لا تناسب فئاتهم العمرية، وذلك بإشراكهم في تمثيل مشاهد يشوبها العنف والقتل والإيحاءات وكلمات تفسد الذوق السليم وتجرح براءة الطفولة، وهذا الاستغلال الصريح للأطفال يعتبر تعديا صارخا على اتفاقية حقوق الأطفال الدولية وذلك بمخالفة حق حماية الأطفال من الاستغلال وكذلك الحماية من العنف. ومن الواجب أن لا يزج الأطفال في مثل هذه الأدوار، بل أن تكون بعيدة كل البعد عن مداركهم، فهل يعي كتاب نصوص هذه المسلسلات أو المنتجون على وجه الخصوص ماذا يعني قيام الأطفال بحمل السلاح في مشاهد العنف أو في مشاهد تلفت أنظارهم إلى قضايا الكبار؟ فهذه المشاهد لن يكون تأثيرها محصورا في الأطفال الذين شاركوا في التمثيل فحسب، بل يتسع إلى كل الأطفال الذين يتابعون مثل هذه المشاهد في المسلسلات، وهذا أمر متوقع حصوله لأن معظم أفراد العوائل الخليجية بمختلف أعمارهم يخصصون مساحة وقتية لا يستهان بها للجلوس أمام الشاشات ومتابعة البرامج والمسلسلات التي تعرض في الشهر الفضيل والأطفال ضمنهم، خصوصاً مع ندرة برامج الأطفال المقدمة في هذا الشهر، حيث يلجأ الأطفال إلى متابعة هذه المسلسلات التي في أغلبها لا تخلو من مشاهد العنف وقضايا الكبار، فكيف إذا كان الأطفال هم أنفسهم من يقومون بهذه الأدوار فلاشك أن هذه المشاهد تجعل تفكير الطفل مهيأ للعمل بمثل ما شاهد أو بتقليدها متى ما تعرض إلى موقف مشابه في البيت أو المجتمع، فمن هنا يتحقق الإخلال بحق الحماية من العنف، علاوة على ذلك فإن إشراك الأطفال في هذه المشاهد بهدف رفع أعداد المشاهدين لمثل هذه المسلسلات يعتبر بحد ذاته استغلالا غير محمود على حساب الأطفال، وهنا يتحقق الإخلال بحق الحماية من الاستغلال. فمثل هذه الأمور تمثل إساءة للطفولة ويجب على الجهات المعنية بالطفولة التحرك واتخاذ موقف تجاه ذلك لكي لا يتكرر مثل هذه الزج بالأطفال في الأعمال القادمة، لأن استمرار ذلك ستكون له إفرازات مستقبلية تفسد المجتمع وتدخله دائرة العنف. كما يجب على الجهات المعنية تشديد الرقابة على النصوص، خصوصا التي تستهدف الأطفال، لأن المحتوى الإعلامي أمانة ويجب أن يكون هادفا وفي إطار تربوي أخلاقي وطني، لأن ذلك يعتبر ضمن مسؤوليات إعداد وبناء أجيال المستقبل. كما أن المسؤولية تقع أيضاً على عاتق الوالدين من خلال الرقابة على كل ما يشاهده الطفل وتوجيهه إلى البرامج ذات المحتوى الهادف التي تناسب عمره وتعود عليه بالنفع والفائدة.
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية