المجس أو كما هو معروف لدى مستخدميه من مرضى السكر بـ "السنسر" الذي يعتبر من أحدث التقنيات الإلكترونية لمراقبة مستويات الجلوكوز في الدم على مدار الساعة، حيث يكون معه جهاز القارئ الذي بمجرد تمريريه عليه يعطي قراءة السكر دون الحاجة إلى استعمال ابر الوخز لإخراج عينة الدم التي ينزعج من ألمها المصابون، ويتم استخدام المجس بلصقه خلف ذراع اليد، وكلما أراد المصاب معرفة قراءة السكر يقوم بتمرير القارئ فوق المجس وفي خلال أجزاء من الثانية يظهر قياس مستوى السكر في الدم، وقد تمكنت الشركة المصنعة للمجس من عمل تطبيق مجاني يمكن بعد تثبيته قياس مستوى السكر عبر تمرير الهاتف على المجس في أي وقت كان، لذلك فإن إدخال مثل هذه التقنية في علاج مرضى السكر في مستشفياتنا العامة سيكون له الأثر الكبير في السيطرة على هذا المرض ومضاعفاته، خصوصاً مع تزايد أعداد المصابين بداء السكري في مملكة البحرين والذين بلغ عددهم حسب آخر إحصائية معلنة من قبل وزارة الصحة حوالي 63805 مصابين من المواطنين الذين يتلقون علاجهم في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

فاستخدام "السنسر" له فوائد ونتائج إيجابية عديدة في مقدمتها أن المصاب يبقى في وضع المتابعة اليومية المستمرة لمستويات السكر والتي بدورها تجنبه مضاعفات الارتفاع والهبوط، خصوصاً لفئتي الأطفال وكبار السن وكذلك حديثي الإصابة سيساعدهم بشكل كبير في تنظيم مستويات السكر وزيادة الوعي بالأغذية التي تسبب الارتفاع، ما سيجنبهم أخذ جرعات كبيرة من الأنسولين وبالتالي خفض استهلاكه، كما أن استخدام المجس الإلكتروني سيساهم في تقليل المبالغ المالية التي تنفقها وزارة الصحة على أدوات قياس السكر التي تصرف شهرياً لكل مريض سكر يتعالج في المستشفيات الحكومية، والتي تقدر كلفتها الشهرية في حدود 60 ديناراً، والمتمثلة في شرائط القياس وإبر الوخز ومناديل التعقيم، بينما في المقابل سعر المجس الواحد 25 دينارا ويستعمل لمدة 14 يوما فقط، أي أن الشخص المصاب يحتاج لقطعتين من المجس في الشهر بتكلفة 50 دينارا، أقل من تكلفة أدوات القياس التقليدية.
لهذا نتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة عمل دراسة جدوى عاجلة حول إمكانية توفير هذه المجسات التي ستفيد مرضى السكري وبالخصوص النوع الأول الذي يعتمد كلياً على جرعات الأنسولين، لأن المعرفة المستمرة بنسبة السكر في الدم تسهل عملية التحكم بالمرض وتبعد عن الشخص المصاب المضاعفات الخطيرة التي تهدد حياته وتكون كلفة علاجها باهظة الثمن. إن ادخال أحدث الأجهزة العالمية لفحص السكري دون وخز يعكس مدى تطور الخدمات المقدمة في المملكة للمواطن والتي تهدف إلى إسعاد المرضى والتخفيف من آلامهم وأوجاعهم.