احتضنت هيئة البحرين للثقافة والآثار النسخة الثامنة والأربعين لمعرض الفنون التشكيلية بمسرح البحرين الوطني بمشاركة ستين فنانًا من مختلف الاتجاهات الفنية، ويُجسد افتتاحه استمرار الحراك الفني والثقافي بالبحرين، وعراقة الحركة الفنية التشكيلية البحرينية وشمولية تجربتها كجزء لا يتجزأ من مسارات التنمية الوطنية بمشاركة روادها من الفنانين والفنانات بجانب المواهب الفنية الشابة.
وللحركة الفنية دور أساسي في تنمية المجتمع، فالفن جزء لا يتجزأ من الثقافة كحراك تنموي يخدم المجتمع ويدعم تطوره وازدهاره، مُحققًا التمكين الفردي والمجتمعي، فالفن باتجاهاته المتنوعة قادر على تجسيد المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي يُعاني منها الكوكب، وقادر على اختراق التحديات لتقديم نماذج من الحلول الجذرية لمشاكل المجتمع المختلفة بإطلالاته الفنية من رسم ونحت وتصوير وغير ذلك من الفنون الجميلة المتنوعة، ما يؤدي إلى وضع الفن في قلب استراتيجيات التمكين والتنمية ببعديها الاجتماعي والاقتصادي.
الفن رؤية تحدث الكثير من التأثيرات وتنشط المجتمع معرفيًا وثقافيا وتنويريًا بتحقيق الأهداف المُحددة للقيم الفنية المشتركة الروحية والجمالية والفكرية، حيث إن الفن يُمثل هوية المجتمع وإرثا تتناقله الأجيال كأسلوب للتعايش، ومرآة للقيم والمعايير التي تحدد العلاقات الاجتماعية والسلوك البشري التعاوني داخل المجتمع.
هذا المعرض بتنوعاته الفنية الإبداعية الجميلة يُمثل “فعالية جماعية” شاركت فيها النُخب الفنية المخضرمة مع المواهب الفنية الشابة، والتي تمثل استمرارية عطاء هذه النخب، وستعمل على تطوير مهارات الشباب الفنية وصقل قدراتهم وصولا لمشاركاتهم في مشاريع فنية ذات مساحة أكبر سواء محليًا أو خارجيًا، كما ستكسبهم قدرات فنية عالية تجعلهم قادرين على الاستجابة لمواجهة أي تحدٍ، وتجعل من مشاركاتهم الفنية مشاركات مستدامة، وهو هدف يتطلب الإيمان بقدراتهم الفنية ودعم الدولة والجهات المعنية لهم ماديا ومعنويا، فهم قادرون على المساهمة في تنمية وطنهم بمواهبهم وإبداعاتهم الفنية.