القراءة غذاء فكري وروحي متميز، يعشقها الأفراد الذين يبقون لساعات وساعات يتصفحون الكُتب لينهلوا منها العِلم والمعرفة، فالقراءة تختلف من شخص لآخر، وتتطلب الرغبة والإرادة والصبر، فمن الناس من يقرأ في الفكر والسياسة، في الاقتصاد والإدارة والتاريخ، وآخرون يقرأون الروايات والقصص وغيرها، فمن الكِتاب يتعلم الإنسان ويطلع على مختلف مجالات المعرفة المتنوّعة، فالقراءة متعة وفن وثقافة وعِلم.
الكتاب صديق حقيقي للإنسان، وله تأثير إيجابي على حياته، فهو كنز ثقافي ومعرفي وعِلمي، وتحوي بعض الكتب تجارب الآخرين وثقافات الأمم السابقة والحالية، واقتناء الكتب يرمز إلى شخصية الإنسان الغنية بالمعارف والمعلومات، فالكتاب ضيفٌ غير ثقيل في السفر والرحلات، وكلما قرأ الإنسان أكثر ازدادت حصيلته المعرفية ونمت شخصيته الثقافية، واستطاع أن يتعامل بصورة إيجابية مع مواقف الحياة، فليس هناك أي شيء يُفيد العقل كالفائدة التي يحصل عليها عند قراءة الكُتب، فالقراءة تُحفز الدماغ وتساعد على تنشيطه، وتساعد على إثراء اللغة وتسهل من تعلم اللغات الأخرى، كما أنها تُعزز مهارات التفكير وتفتح الآفاق بشكل أكبر للإنسان.
أهمية الكِتاب تكمن في القراءة النافعة الهادفة التي تمثل مفتاح العِلم وسبب رفعة الإنسان، فالكِتاب أنيسٌ لا يُمل، ويقول الجاحظ في ذلك “الكِتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك وشحن طباعك، وبسط لسانك وجوَّد بنانك وفخَّم ألفاظك، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر، والكِتاب يُطيعك بالليل كطاعته بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر، ولا يعتلُّ بنوم ولا يعتريه كلال السفر”، ويكفي أنّ أوّل آية نزلت قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، ما يَدلُ على فوائد القراءة للإنسان، إذ تعتبر القراءة المُحرّك الرئيسِ والأساسي لنهضة مختلف الشعوب والحضارات، وثقافات الأرض على اختلافها وتنوّعها.
ولأهمية الكتاب والقراءة خصصت منظمة اليونسكو يوما من أبريل للاحتفال بالكتاب، وذلك لأهميته المجتمعية وقيمته الثقافية والفكرية، بهدف تشجيع الناس على القراءة وزيارة المكتبات لشراء واقتناء الكُتب وإنشاء مكتبة منزلية تحوي مجموعة مختارة من الكُتب المتنوعة، فعندما تقرأ فأنت موجود.