العدد 4935
الثلاثاء 19 أبريل 2022
banner
عش بما قسمه الله لك من رزق ولا تقلد الآخرين
الثلاثاء 19 أبريل 2022

هناك ظاهرة بدأت تنهش بأنيابها في البعض الذي يطلق عليه بالمعنى العلمي أنه طماع، طماع كبير وعيناه الطماعتان تحملقان في كل شيء، حتى في حجارة الطريق، ولو كان بوده لبحث حتى في صناديق النفايات.

هذه النوعية من الناس لا تعيش على أبعاد محددة معروفة، وكل همها تقليد الآخرين وإيجاد مكان متسع لأكتافهم في زحام الأثرياء ومن أنعم الله عليهم، فبالرغم من راتبه المتواضع الذي “يا دوب يكفيه” لعدة أيام في الشهر، إلا أنه يريد أن يظهر بشخصية المقتدر، يشتري الأقلام الفاخرة، والعطور، ويستبدل هاتفه النقال بين شهر وآخر، ولا يقبل إلا بسيارة فارهة يقيم لها حفلا سنويا، وكل ذلك الشلال من الإسراف والتبذير بقروض تقابل الشمس في الحجم.


يفضل البقاء في بطون القروض المظلمة، من أجل “الكشخه” أمام الناس، والغريب في الأمر أن بعض هؤلاء الذين يوزعون حياتهم دون تنسيق، يثرثرون في وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل مكان، عن صعوبة العيش والحياة، وضعف الراتب، والزيادات، وشريط ملون طويل من الشكاوى التي لا أساس لها من الصحة.


يقول أحد الحكماء وهو فوشوهنغ تسان كنغ “يكون القلب القنوع في سعادة أبدية”، إذ ليس عيبا أن تكون فقيرا أو من أسرة متواضعة أو مهنة أيضا، عش بما قسمه الله لك من رزق، ولا تحاول اختراق بوابة العاصفة الكبيرة من أجل التقليد والمظاهر الخادعة، حينها ستشعل بيدك نار الجحيم.. جحيم عدم القناعة والرضا بالمقسوم.


الحياة بما فيها من هموم وآلام تكون هينة عند الشخص القنوع الذي يرفع رأسه إلى السماء ويقول الحمد لله، لا يخجل من سيارة قديمة أو ملابس رخيصة أو وظيفة متواضعة.. شجاعة الإنسان – أي إنسان كان - هي أن يتقبل حياته لا أن يقلد الآخرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية