+A
A-

لغة الإشارة التي هزت أوتار القلب.. علمها فبدأت لغة الحب

لم تمنع الإعاقة السمعية الشابة عبير السلوم، من أن تكون شخصية مجتمع الكل يحترمها ويقدرها، ويقدر حضورها، سواء بوظيفتها الحكومية، أو بعملها كمترجمة إشارة، ومقدمة دورات، والأهم زوجة ومسئولة عن بيت حياة جديدة.

تقول السلوم بحديثها لـ”إرادة” بأن” لدي إعاقة منذ الولادة في ضعف العصب الحسي والذي أثر على السمع، ولم تكن طفولتي بسيطة؛ لأنني كنت الفرحة الأولى بالبيت، والكل يتمنى الطفل السليم والمعافاة”.

وتتابع “كان التحدي الرئيسي هو للأهل، وكيف سيتأقلمون مع الطفل المصاب بالإعاقة؟ ولقد كانت لهم وقفات كثيرة أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم من نجاح وتوفيق”.

وتردف “أنا خريجة قانون من جامعة العلوم التطبيقية، أعمل كموظفة في وزارة التربية والتعليم، ومترجمة بوزارة الإعلام، بالإضافة لأعمال متنوعة في برامج تدريب لغة الإشارة”.

وتتابع “دخولي مجال التدريب، كان قبل الإشارة؛ بهدف أن أكون أكثر إقناعا لأكبر شريحة من الناس، ولذا اهتممت بالاطلاع على علوم التنمية البشرية والإيجابية، ووظفتها فيما بعد بلغة الإشارة نفسها، وبما يعود بالنفع على فئة الصم”.

لحظات قبيل أن تشير لزوجها الذي يجلس لجوارها قائلة “زوجي تركي العجمي من فئة الصم، ولم أشعر للحظة بأنه كذلك، نظير شجاعته وعزيمته، وإرادته الصلبة”.

هنا وجهت الحديث للعجمي، والذي بادرني الرد بلغة الإشارة وزوجته عبير تترجم له، قائلاً “ولدت طبيعيا، ولكنني أصبحت أصم بسبب عارض صحي، ولله الحمد، فلقد تعلمت لغة الإشارة والتي ساعدتني على الاندماج في المجتمع، وأنا اشعر بأنني إنسان طبيعي، وأمارس حياتي على هذا الأساس”.

وعودة للسلوم، وحديث عن دخولها حق التعليم بلغة الإشارة، قالت”حققت منذ الوهلة الأولى نجاحا كبيرا وفعلي، ولقناعتي بأن “الصم” هم أحوج لمن يساعدهم، ويقدم لهم القصص الملهمة في التغلب على الإعاقة، والتي منها تجربتي الشخصية”.

وتردف “الحمد لله، تم تدشين خط الطوارئ المرئي بالتعاون مع وزارة الداخلية، وترجمة السلام الملكي للغة الإشارة، وتدريب وإنشاء أول مبادرة في وزارة التربية والتعليم لتدريب وتعليم لغة الإشارة ونشرها في المدارس”.

وتزيد السلوم “آخر ما حققته هو تأهلي في مشروع فكرة الحكومي، عن موضوع تدريب وتعليم لغة الإشارة في البحرين، وأنا الآن في صدد إعداد مشروع مع المجلس الأعلى للقضاء لتقديم الخدمات القضائية والقانونية لفئة الصم”.

وعن أهم التحديات التي واجهتها، قالت “حياتي مليئة بالتحديات، والكثير منها وفقت بتحويلها إلى فرص أبني عليها حياة جديدة”.

وتزيد “قدرتي تكمن بقراءة الشفاه لكي أفهم ما يقوله الآخرون؛ لذا فإن تغطية منطقة الفم تزعجني جداً، وهو أمر تزايد كثيرا بفترة كورونا مع استخدام الناس الكمامات”. وتتابع “من الكلمات المحفزة والمؤثرة لي حين أخوض أي تجربة جديدة في عملي، مقولة والدي (يكفيك شرف المحاولة)، لزوجي تركي (خوفك من خوض التجربة يعني أنك ستنجحين)”.