+A
A-

نادر الشيخ... بطل الأولمبيات والمسابقات الدولية

ولنادر أحمد الشيخ ( 53 سنة ) من ذوي الهمم، قصة مختلفة من قصص البطولة الأخاذة، والتي يستعرضها برنامج “إرادة” بدءا من الولادة، وحتى وصوله كمحكم دولي يستعان به في أهم البطولات الرياضية وأكبرها.


ويقول الشيخ بحديثه لـ”البلاد” بأنه”أنا أب لثلاث بنات، وأعمل موظفا بهيئة الكهرباء والماء، كأخصائي تصاميم فنية”.


ويزيد “حين ولدت كنت طبيعيا بلا أي مشاكل تذكر، لكنني أصبت بعدها بشلل الأطفال بسبب فايروس وكنت لم أجاوز العام، أفضت إلى حدوث هذه الإعاقة ولله الحمد، ولقد استطعت اجتياز فترة الطفولة وحتى كبرت بمعنوية وإصرار وإرادة، وكل شيء مقدر ومكتوب من الله سبحانه وتعالى”.


ويكمل الشيخ “توفي والدي وأنا عمري عام ونصف العام، ومن رباني هو أخي الكبير ووالدتي الله يرحمها، ولم يفسحوا لي المجال ابداً بأن أشعر بأنني معاق أو لدي أي نقص، أو بأنني أحتاج إلى مساعدة من أحد، كما عودوني أن اعتمد على نفسي، وهو ما حدث بالفعل”.


ويردف “عشت طفولتي مع بقية أفراد الأسرة بشكل طبيعي، ومن ثم دخلت المدرسة فالجامعة، معتمداً على الله عز وجل، ثم على نفسي”.


وفي حديثه عن اتجاهه نحو رياضة المعاقين، قال الشيخ “البداية كانت وأنا في الثامنة عشرة من العمر، ولقد اهتم المسؤولون على رياضة المعاقين آنذاك بي بشكل كبير ومحفز، أخص منهم بالذكر السيدة حنان كمال، ووالدة الجميع منيرة بنت هندي، والأخت فاتن كمال، والأب الروحي لرياضة رفع الأثقال وباقي الألعاب الأخ عصام كمال والذي لا أنسى دوره، وأيضاً الأخ صباح الذوادي”.


ويتابع “هؤلاء هم الرائدون في رياضة المعاقين، ممن علمونا كيف نحترم الإعاقة، والكرسي الذي نتحرك من خلاله، واحترام مجال رياضة المعاقين، وعليه فلقد نشأنا على هذا النهج السوي والجميل، لأصبح فيما بعد أحد لاعبي مملكة البحرين في رفع الأثقال وألعاب القوى، بآواخر الثمانينات تحديداً”.


ويكمل “دخلت التجربة بعزيمة، واستطعت الحصول على المركز الثالث في دفع (القلة) ببطولة العالم، بمنطقة (اليزبري) ببريطانيا، وأفضل مركز حصلت عليه كتتويج هو الأول على الخليج لمدة سبع سنوات، والثاني على الدول العربية، والثاني على الدول الآسيوية، والرابع على الأولمبيات، بالرغم من أنه لم يكن لدي مدرب بذلك الوقت”.


ويواصل الشيخ “كل هذا بفضل من الله، ودعم قيادتنا الرشيدة والتي لا تتأخر عن دعمنا بكل الإمكانيات المتاحة والممكنة”.


ويقول “بعدها تخصصت في رفع الأثقال، بحكم أن البحرين لم تكن مشاركة بذلك من قبل، ولقد كنت أنا والأخ ناصر أحمد رحمه الله كأول بحرينيين شاركنا بهذا المجال، وكان في العام 1987”.


ويردف الشيخ “منذ انطلاقتي بهذا المجال العام 1987 وحتى العام 1998 شاركت بالعديد من الأولومبيات، منها برشلونة سيئول 1988، 1992، اطلنطا 1996، غير البطولات العربية والقارية”.


ويكمل “من حبي لهذا اللعبة أحببت أن أواصل بها، ولا أنقطع عنها، فبتوجيهات أخينا الكبير عصام كمال، ومن بعد توجيهات الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة حفظه الله، دخلت دورة تحكيمية في مجال رفع الأثقال العام 1999 بدبي، وبعد نجاحي بها، أصبحت مؤهلا لدخول دورة ثانية بعد ثلاثة سنوات، لكي أكون حكما وطنيا محليا”.


وأضاف “في العام 2003 دخلت الدورة الثانية بالأردن، والتي كانت انطلاقتي نحو العالمية، وبتشجيع من الأهل والأصدقاء، ولدي الآن فريق من الأولاد والبنات، واحرص على تكريس خبرة 35 عاما بهذا المجال لتدريبهم”.
ويختم “استطعت رغم تحديات الإعاقة أن أخوض هذه التجربة، وأن أنجح بها، علما أن نظرة المجتمع هي على رأس التحديات، وأنا أقول لأصحاب النظرة العاطفية لا، نحن أبطال”.