+A
A-

زينب: لديّ قلب ذاكر ولسان شاكر

حادث مؤلم قلب حياة الأم زينب عبدالعزيز رأسًا على عقب، وأجبرها على ملازمة المقعد المتحرك لبقية عمرها، لكنها كانت أقوى من كل التحديات، وبذلك قصة إرادة تسردها لكم “البلاد”.

وقالت زينب “عمري 55 سنة، وكنت قبل الحادث أعمل بأحد البنوك، لكن الظروف الجديدة أجبرتني على البقاء في البيت لأكمل بقية حياتي ربة أسرة غير عاملة، ولديّ الآن ولله الحمد 4 “ولدان وابنتان، إحدى البنات ولدتها بعد سنوات من الحادث”.


وأضافت “كان عمري 27 سنة إذ تعرضت لحادث سيارة مؤلم العام 1995، ما تسبب بقطع في النخاع، وضرر بفقرات العمود الفقري”.


وأردفت “حين قال لي الطبيب إنني سأظل مقعدة على الكرسي المتحرك لما تبقى من عمري، أجبته: (الحمد لله، الله أعطاني ساقين لمدة 27 سنة وهي نعمة، واستلامه لأمانته الآن هي نعمة أخرى، والحمد لله مازالت لديّ نعم أخرى كثيرة)”.


وتابعت “بعد هذه الإعاقة، حملتُ بابنتي وأنجبتها وربيتها، وأصبحت الآن محامية، والتحدي الأكبر كان في ولادتها، إذ أصر الطبيب أن تكون العملية قيصرية، لكنني رفضت، وأصررت أن تكون ولادة طبيعية، وهو ما حصل بالفعل”.


وأضافت “أكثر ما ساعدني في مواجهة هذه الإعاقة بعد الله هو زوجي، الذي كان السند الوحيد لي بالأزمة، ومعه أولادي، وأهلي، والذين لم يتعاملوا معي قط كمعاقة”.


وقالت “مازلت حتى اللحظة من دون “شغالة”، أعتمد على نفسي بكل شيء في إدارة البيت، وبقوام 20 شخصًا، وأنا من ينظف ويطبخ، ولقد رجعتُ للسياقة مرة ثانية بعد الحادث بسنتين فقط”.


وزادت “أربي الآن أحفادي، وأهتم بهم من تدريس وتعليم وطبخ وغيره، إضافة إلى ممارستي لهواياتي المفضلة، على رأسها الأعمال اليدوية والتي أشارك بها بالعديد من المعارض”.


وأكملت “ساعدني المركز البحريني للحراك بهذا المجال، وبه أستفيد من وقتي، والفرصة لأخدم الآخرين”.


وفي سؤال عن مقدرتها في إدارة الأمور الحياتية، على الرغم من تحدي الإعاقة، أجابت “جلوسي دون أي مسؤولية هو الإعاقة الحقيقية، وأكبر راحة ومصدر سعادة لي هو خدمتي لأولادي وأحفادي”.


وقالت “أهم شيء لديّ هو الرضا، فإذا أراد الله عز وجل أن أكون هكذا، فله مني القبول والرضا، لأنه الأعلم بحالتي، ومازلت أقول وأكرر أن لدي قلبًا ذاكرًا ولسانًا شاكرًا”.