+A
A-

المحاري: 3 مواقع أثرية مسجلة بـ “اليونسكو” ونطمح لمزيد

قال مدير إدارة الآثار والمتاحف سلمان المحاري إن عدد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي في اليونسكو 3 مواقع وهي قلعة البحرين، عاصمة دلمون وميناءها القديم عام 2005، مسار اللؤلؤ في المحرق العام 2012، وتلال مدافن دلمون العام 2019، وكل له قيمته الاستثنائية والتاريخية على حدى.


وتابع أن أكثر المواقع جذبًا للسياح هو قلعة البحرين، لكونه موقعًا في قائمة التراث العالمي، وهذا ما يشجع الناس على زيارته على اختلاف أعمارهم و جنسياتهم، حيث لحضوره سمعة عالمية ودولية.

تآكل اسطح الجدران الاثرية بفعل التساقط القوي لمياه الامطار
وأضاف أن الموقع مجهز لاستقبال الزوار، كما يوجد به متحف خاص للموقع، و جميع القطع الأثرية التي اكتشفت، بالإضافة إلى مسار للزيارة ولوحات تعليمية عن كل ما هو موجود، ونظام صوتي يعرفك على المكان من خلال استخدام سماعات عالية الجودة.


وأشار إلى أنه موقع على ساحل البحر من قرب من منطقة السيف، يساهم في استقطاب الكثيرين، حيث تكون جولة ترفيهية وسياحية و ثقافية في الوقت ذاته.


وذكر أن العنصر الأكثر تميزًا في التراث البحريني هو تلال مدافن دلمون، منذ القرون الماضية، حيث جذب المستكشفين وشجعهم على زيارتها والبحث في أرجائها.


وبين أن السبب يكمن في شكلها المميز الذي يبعث على التساؤل و التفكر حولها، فهي عبارة عن  مجموعة من التلال المنتشرة على مساحات واسعة على اختلاف أحجامها، وأكثر ما يميزها عن غيرها وجود مجموعة من التلال الملكية ضمنها.


وأوضح على الرغم من تواجد جزء منها في المنطقة الشرقية في  المملكة العربية السعودية، إلا أن جزء كبير منها أزيل بفعل التوسع العمراني، ساهم في اندثارها وضياع هويتها الأثرية، وهذا ما ميز تلال دلمون عن غيرها، أنها احتفظت بطابعها الأثري إلى يومنا هذا.


وذكر أن أكثر دولة عالميًا تتشابه معنا في المضمون الأثري، هي دولة الكويت كونها تتشارك معنا في الخارطة الجغرافية الدلمونية في حقبة زمنية معروفة، حيث تم العثور على مجموعة من الأختام الدلمونية تتشابه مع التي تم عثر عليها في البحرين، ولا نستثني المملكة العربية السعودية من موضوع التلال كما ذكرت سلفًا.

تأثير الرياح المحملة بحبيبات الرمال على جدران الاثار نتيجة للجفاف
وأشار إلى أن التأثير السلبي للمناخ على التراث الثقافي الأثري في البحرين، ليس ببعيد، فلكل ظاهرة من مظاهر التغير المناخي لها أثيرها السلبي والضار على مكونات المواقع الاثرية وبالخصوص مواد البناء القديمة.


وبين أن ارتفاع درجة الحرارة له تأثيره الخاص في البحرين، فمن أخطر الأدوار التي من الممكن أن تلعبها درجات الحرارة في عملية تلف مواد البناء القديمة هو ما ينتج عن تغيراتها المستمرة ما بين الانخفاض والارتفاع، وكذلك ارتفاع منسوب المياه البحر له تأثيره هو الآخر، فتاريخيًا وجيولوجيًا وبالتحديد قبل 18000 سنة كان مستوى سطح البحر أقل من المستوى الحالي بحوالي 120 متراً.


وأضاف أنه بحسب التصريحات السابقة للمجلس الأعلى للبيئة ذُكر بأن البحرين مُعرضة بشكل خاص لمخاطر التغيرات المناخية المرتبطة بارتفاع منسوب مياه البحر مع تكرار تعرض السواحل إلى الفيضانات بسبب الأمواج العالية. وعليه، فإن أي ارتفاع في منسوب مياه البحر مستقبلا ممكن أن يغمر المواقع الاثرية القريبة من البحر مثل القلعة الساحلية الموجودة بموقع قلعة البحرين وقلعة أبوماهر فكلاهما يقع مباسرة بالقرب من ساحل البحر، أو الآثار الساحلية في جزر جوار.


ولفت أن الجهود المبذولة للمحافظة على المواقع تتمثل في الصيانة الدورية المستمرة، ومحاولة تشجير المواقع للمحافظة عليها من التأثيرات المناخية الحاصلة، و وضع الأسوار، لحمايتها من العبث والسرقة، وكذلك اللفتات التحذيرية والإرشادية عليها.


ونوه أن المواقع تحظى بحماية قانونية كبيرة ومتميزة، ولكن نحن نسعى من خلال المجتمع إلى رفع الوعي عند الأفراد، وترسيخ مفهوم المحافظة على التراث عند الصغار بكل الطرق، وهذا ما قمنا به من عدة شهور من خلال إطلاق برنامج الآثاري الصغير.