العدد 4932
السبت 16 أبريل 2022
banner
“رحمك الله بو عبدالمنعم”
السبت 16 أبريل 2022

في مشهد مهيب، احتضنت مقبرة المحرق يوم الأحد الماضي حشودا غفيرة لدرجة “ما في محط ريل”، جاءت من كل أصقاع البحرين، وبالرغم من ظرف الصيام إلا أنهم حضروا كي يشاركوا في تشييع جثمان المربي الفاضل الأستاذ الكبير محمد بن عبدالله العيد، بعد حياة كريمة حافلة بالبذل والعطاء والإخلاص والوفاء قضاها في خدمة الوطن في حقل التربية والتعليم، حيث امتدت إلى ما يقارب السبعة عقود، ولد رحمه الله في مدينة المحرق عام 1939م، ودرس في مدارسها، وكان من التلاميذ المتميزين، وهو حاصل على الثانوية قسم المعلمين وشهادة الثانوية العامة، كما أنه حاصل على الليسانس في الآداب من جامعة بيروت العربية، وشهادة دبلوم الإدارة التنفيذية من جامعة البحرين، وقتها كان يعمل مدرسا في وزارة التربية والتعليم، وتدرج في الوظائف التعليمية والقيادية إلى أن تم تعيينه وكيلا مساعدا للخدمات التربوية والتعليم الخاص عام 1996، واستمر في هذا الموقع لغاية عام 1999، ونال خلال خدمته الطويلة الكثير من الشهادات التربوية والتعليمية، وشارك بالعديد من المؤتمرات المهمة داخليا وخارجيا، ومثل البحرين خير تمثيل، وهناك الكثير من المحطات في حياة الراحل لا تتسع الزاوية لسردها، مع ذلك له حضور كبير وإسهامات طيبة في العمل الاجتماعي والتواصل مع أفراد المجتمع المحلي صغيرهم وكبيرهم.


رحمك الله بو عبدالمنعم، فقد رحلت في هدوء، وأبكى خبر وفاتك كل من يعرفك أو سمع عن سيرتك العطرة، بهذا الحدث الأليم فقدت البحرين قامة تربوية كبيرة وعلما من أعلام التربية والتعليم، ورمزا وطنيا ومعلما من الطراز الأول تخرجت على يديه أجيال متعاقبة، منهم رجال الدولة وكبار المسؤولين في الحكومة أو القطاع الخاص، ومنهم صفوة المجتمع البحريني، وبذلك يحق لهذا الإنسان الجميل وبكل جدارة وكفاءة أن يدخل التاريخ البحريني من أوسع أبوابه لما قدمه لهذه الأرض وشعبها من أعمال جليلة وجهود كبيرة خلال سنوات عمله الطويلة.


أملنا من الدولة والحكومة معا أن تتم تسمية إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم باسم هذا الرجل، وكذلك إطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة المحرق تكريما وتخليدا لمكانة هذا الراحل الذي لن يتكرر. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .