لشهر رمضان المبارك فضائل كثيرة، منها البذل والعطاء ومد اليد للمحتاجين، فنرى أهل البحرين يتسابقون بهذا الأمر لنيل الأجر العظيم وإدخال السرور والفرح في قلوب الآخرين، ويمتاز أهل البحرين بهذه الفضيلة ــ أفرادًا وجمعيات خيرية ــ لما ينفع متلقيها بقضاء حوائجهم سواء بأداء الصدقات أو إطعام الناس وكسوة الأيتام وغير ذلك من أعمال الخير والبِر التي تزيد الألفة وتُعمق أواصر القربى وتعزز قيم المحبة والمؤاخاة بين الناس.
ويتميز أهل البحرين بحبهم البذل والعطاء في هذا الشهر وكل أشهر السنة، فهم لا ينسون الفقراء ولا أصحاب الحاجات، ويُبادرون لمساعدة الآخرين طوعًا لأمر الله تعالى في إنفاق المال لمن احتاج إليه، وهي من النِعم التي أنعم الله تعالى بها على أهل البحرين، والتي رفع بها درجاتهم لاستعجالهم بقضاء حاجة المحتاج بدون تردد.
إن منهج العطاء ومؤازرة الآخرين لأهل البحرين منهجٌ حميد وتوجه سام لهم، في البحرين وخارجها، وهو منهج ثابت التزموا به للتخفيف من معاناة المحتاجين سواء كانت غذائية أو طبية أو تعليمية، ما مثل شريان حياة لمئات بل آلاف من الفقراء والمتعففين، وهو موقف يتسق تمامًا مع الروح البحرينية الوثابة للخير والعون والمتطلعة دومًا لمساعدة الآخر المحتاج سواء كان قريبًا أو بعيدًا، وهي روح نابعة من قيم البحرين ورسالتها الإنسانية الأصيلة التي باتت هوية راسخة تميزها كشعب متضامن فاعل للخير.
إن ثقافة البذل والعطاء متجذرة في المجتمع البحريني لفعل العمل الخيري الفردي والمؤسساتي من أجل سعادة الآخرين والتغلب على التحديات التي يواجهونها، وهي ثقافة تحدث حراكا مجتمعيا شاملا يُشارك ويَتفاعل معه الجميع لتحقيق أهداف العطاء الإنساني النبيل بنشر الخير، وهي إضافة للوجه الحضاري الإنساني للبحرين وشعبها ومنارة للعطاء والتلاحم المجتمعي، وهي ثقافة أصيلة نهلها أهل البحرين من الآباء والأجداد.
عطاء أهل الخير في البحرين رسالة اجتماعية وإنسانية ودينية تمد من خلالها جسور المحبة والتآلف بين أهل البحرين جميعًا، عطاء يُسطر تاريخا بحرينيًا بمداد من ذهب، ويصب في مصلحة ونماء المجتمع البحريني، وسيبقى هذا العطاء مستمرًا دون انقطاع بل سيزداد وسيبقى راسخًا على مرَّ السنين والأزمان.