التراث جزء لا يتجزأ من التاريخ، ومن سجل الوطن المُمتد عبر التاريخ، والبحرين من الأمم التي تعتز بتاريخها وتعظم تراثها، وتفتخر بهذا التراث الذي تحتفل به كل عام في “المهرجان السنوي للتراث” منذُ 1992م وبتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار، وافتتحت في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك النسخة الثامنة والعشرون منه بعنوان “تراثنا الذهبي” حتى يوم (16) من شهر أبريل 2022م، بحيث يتم استعراض تاريخ صناعة الذهب البحريني وكنوزه التاريخية، لما يُمثله الذهب من قيمة تاريخية وتراثية وجوهرية جمالية وأداة استثمارية.
يُمثل الاحتفاء بالتراث ومكوناته جزءا من الثقافة البحرينية وموروثاتها، ويعمل على تناقلها عبر الأجيال، وكذلك فالتراث جاذب للسياحة ونافذة للترويج الاستثماري من خلال الاهتمام به والعمل على تطوير صناعته ومنتجاته الجمالية ليكون مُساهمًا فعالًا في التنمية الوطنية، كما أن تنظيم هذا المهرجان سنويًا وبعناوين تراثية متنوعة يُحافظ على الهوية الثقافية والتراثية البحرينية ومنجزاتها.
ويُعتبر التراث الوطني رمزًا للهوية الوطنية والقدرات التي كونته وتناقلته عبر الأجيال، ما جعله رابطا أساسيا بين الماضي والحاضر والمستقبل، فهو يُساهم في التنمية الوطنية وينعش السياحة ويجذب الاستثمار ويزيد تداول النقد الأجنبي. إن الحفاظ على التراث مسؤولية جماعية ووطنية وعالمية مشتركة من خلال نشر الوعي بأهمية التراث وثقافته وصونه، وتشجيع الناس على استكشاف تاريخ الأمم ودراسة تراثها من معالم أثرية ومواقع ومباني تاريخية وجميع المنتجات والصناعات التراثية التي تتمتع بقيمة جمالية ومواطن تاريخية.
ويتزامن افتتاح مهرجان التراث السنوي مع احتفاء دول العالم بيوم التراث العالمي في (18) أبريل برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي، والذي يهدف إلى حماية التراث الإنساني، والحفاظ عليه يتطلب جهودا مُضنية مُشتركة من جميع الدول كونه إرثا طبيعيا وثقافيا إنسانيا، وذلك من خلال إبراز التراث الثقافي للشعوب باعتباره من مقومات المجتمعات الإنسانية، وبزيادة المراكز والمتاحف التاريخية والتراثية، وسَن تشريعات قانونية للحفاظ على التراث وصونه وجعله جزءا لا يتجزأ من التنمية الوطنية، وجسرًا للعلاقات الثقافية بين دول العالم وشعوبها، لما يُمثله من كنز ثمين في حياتنا وفي حياة الشعوب.