العدد 4910
الجمعة 25 مارس 2022
banner
ما الأصول الافتراضية وما أسس التعامل معها؟
الجمعة 25 مارس 2022

الأصول الافتراضية أو العملة المشفرة من المصطلحات الحديثة التي يتم تداولها كثيرا بين الناس في الآونة الأخيرة، وقد لا يكون المعنى الفني السليم معلوم تماما لدى العديد من المتحدثين. وبالطبع، هذا هو الحال بالنسبة لمعظم مصطلحات التقنية الحديثة، مثل الانترنت والبلوكشين والذكاء الاصطناعي وفنتك وغيرها، والأمر يحتاج لبعض الوقت حتي يتم استيعاب المعنى الفني والمفهوم العام لهذه المصطلحات. نظرا لهذه المستجدات وللاستعمال المتكاثر للعملات المشفرة، اتخذت دبي خطوة جريئة مباشرة لتقنين هذا العمل وبالتالي تنظيمه ومراقبته ليتم تحت نظر الجميع وفق الأسس القانونية التي وضعها القانون الذي صدر في دبي قبل أسابيع لتنظيم الأصول الافتراضية في الإمارة. 
إن إصدار القانون له دور مهم في تنظيم الممارسات التي تتم بعيدا عن الأعين وفي الخفاء وربما تأتي بنتائج سلبية تضر بالمجتمع، والشفافية من أهم ما تصبو له القوانين. عموما، نقول إن المعاملات المرتبطة بالأصول الافتراضية، لها مفاهيم ولغة خاصة بها لا بد من الإلمام بها واستيعابها من الجميع، خصوصا من لهم الرغبة في الولوج في هذه المعاملات بما لها وما عليها من محاذير. ونقول، إن من الايجابيات المباشرة للقانون الذي أصدرته دبي، أنه وضع تعاريف واضحة للكثير من المصطلحات التي تشكل لغة هذا النشاط الجديد.
وفي هذا، فإن “الأصل الافتراضي” يعني (تمثيل رقمي للقيمة التي يمكن تداولها رقميا أو تحويلها أو استخدامها كأداة للمبادلة أو الدفع أو لأغراض الاستثمار، وتشمل الرموز المميزة الافتراضية، وأي تمثيل رقمي لأي قيمة أخرى تحددها السلطة في هذا الشأن). أعتقد أن هذا التعريف واضح لحد كبير وهو يعبر عما عليه الوضع الآن مع منح السلطة المختصة لإضافة ما تراه من مستجدات في هذا الشأن. وهذا تعريف “مفتوح” لما قد ينجم من عمليات جديدة في المستقبل المنظور خاصة وأن التقنية لا تعرف الخمود. و “الرموز المميزة الافتراضية” تعني (تمثيل رقمي لمجموعة من الحقوق التي يمكن طرحها وتداولها رقميا من خلال منصة الأصول الافتراضية)، وهذا يتناول الحقوق المطروحة للاستثمار والمتداولة حاليا بين الناس. وكل هذا يتم عبر “منصة الأصول الافتراضية” وهي (منصة رقمية مركزية أو غير مركزية، تدار من قبل مقدم خدمات الأصول الافتراضية، يتم من خلالها بيع وشراء الأصول الافتراضية وتداولها وطرحها وإصدارها وحفظها وتسوية وتقاص تداولاتها من خلال تقنية السجل الموزع). وتقنية السجل الموزع تعني (قاعدة بيانات رقمية عامة أو خاصة يتم من خلالها تسجيل التصرفات التي تتم على الأصول الافتراضية، وإنشاؤها وحفظها ومشاركتها، بحيث تثبت صحتها وملكيتها في شبكة من مجموعة عقد تتم بشكل تلقائي من واقع وأماكن متعددة وتشمل تقنية البلوكشين). وكل هذا يتم عبر “مقدم خدمات الأصول الافتراضية” وهو الشخص المرخص له من السلطة بمزاولة النشاط، وذلك عبر “محفظة الأصول الافتراضية” وهي تطبيق رقمي أو أي وسيط رقمي أو إلكتروني آخر يتم من خلاله إدارة وتحويل الأصول الافتراضية المملوكة للمستفيد وكذلك كل عملية تتم بالنيابة عن المستفيد لنقل الأصل الافتراضي من حساب إلى آخر. والمستفيد هو الشخص الذي يمتلك الأصل الافتراضي بمجرد تحويله إلى محفظة الأصول الافتراضية الخاصة به وتسجيله وتثبيته من خلال تقنية السجل الموزع. 
كل هذه المصطلحات، تشكل لغة العصر التي نستخدمها في ما يتعلق بخدمات الأصول الافتراضية. وعلى كل من يرغب في الاستثمار والمتاجرة والتداول في هذه الأصول التقنية الافتراضية، أن يتقن هذه اللغة وأن يفهم أبعادها ومعانيها حتى يضمن أمان هذه الخدمات ومن يرتبط بها. ويقول الحكماء “من عرف لغة قوم أمن شرهم”. وأعلاه يوضح أركان لغة الأصول الافتراضية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية