العدد 4902
الخميس 17 مارس 2022
banner
المدير النحيس
الخميس 17 مارس 2022

في مشوار يفترض أن لا يتجاوز نصف ساعة من المحرق إلى مدينة عيسى، استغرق مني ساعة ونصف ساعة كاملة، بسبب الاختناقات المرورية التي عادت للشوارع مجدداً، بسيناريوهات تدمير النفسية، والتعطيل، وعودة المشاجرات اللفظية بين السائقين.
وكنا قد ارتحنا نوعا ما من هذه الأفلام المؤرقة بفترة الإغلاقات التي منحتنا الفرصة لأن نلتقط أنفاسنا، ونريح أعصابنا من فوضى الاختناقات المرورية، والتي يحاول بها البعض أن يصل لوجهته بسرعة، حتى لو لم يكن مشغولاً، وبضريبة ندفعها نحن.
ومما يبدو، فإن الكثير من الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية لم تتعلم بعد من المزايا الجيدة للعمل عن بعد، ومن جدواه الاقتصادية للشركة والعاملين بها على حد سواء، والدليل، عودة الكثير منها إلى سابق عهدها الآن، لسبب أو بدون سبب، وكأن الجائحة هذه لم تكن، ولم توجد، ولم تر لنفسها طريقا في حياتنا، بالرغم مما خلفته من دروس وعبر ومعاني كثيرة، تحتاج بالفعل من يتأملها بتمعن واهتمام.
وكنت قد تحدثت بهذا الأمر مع عدد من الأصدقاء، وبتوافق جماعي، بأن من مسببات التعطيل هذه “المدير النحيس” الذي لا يهدأ له بال، إلا والموظفون جالسون أمامه، سواء كان لديهم عمل، أم لا، يأمرهم ويستمتع بوجودهم.
ولا تهم “المدير النحيس” الكلفة التجارية على المؤسسة من دوام الموظف الذي يستطيع أداء واجبه على أكمل وجه من البيت، كاستهلاك النت والكهرباء والقرطاسية، بقدر تواجدهم أمامه، وبنتائج سلبية نراها بالشوارع وغيرها، اليوم وكل يوم.
يجب أن ينظر أرباب العمل للنظريات الإدارية الحديثة، والتجارب اليومية للعمل عن بعد، لرفد العمل بالإيجابيات والنتائج المرضية، والتي منها توفير النفقات والمصروفات، ومنح الموظفين المناسبين الفرصة لإنجاز مهماتهم، بأداء قد يكون أفضل من الحضور لرأس العمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .