العدد 4895
الخميس 10 مارس 2022
banner
أسر متعففة تنتظر من يطرق أبوابها
الخميس 10 مارس 2022

يشكو بعض التجار وأصحاب المصالح اليوم، من الحال الذي أضرهم بسبب الجائحة، ومن تزايد الرسوم، والغلاء المعيشي الذي أثر على القوة الشرائية للناس، بضرر طال أرباحهم ومنافعهم.
لكنهم، وفي المقابل لم ينظروا لوهلة إلى لأسباب الأخرى المضعفة للرزق، كمنع إخراج الصدقات والزكوات والمساعدات، ومحاولة دفع الأذى بها، هؤلاء ببساطة، أخرجوا ما أمر الله من كل حساباتهم الدنيوية الضيقة، ولو أنهم فعلوا ذلك، لكانوا بحال غير هذا الحال، لكنها النفس الرثة، والبخيلة، والمتشبثة بزيف الدنيا وما بها من مغريات مؤقتة وزائلة، والتي ترفض الإنفاق، بيد تنشل وتتثاقل وهي تمتد إلى الجيب.
أسر متعففة، وفقراء، وأيتام، ينتظرون من يطرق أبوابهم، ويسأل عنهم، وعن أحوالهم، في رمضان، وفي مواسم المدارس والأعياد، وفي الصيف والشتاء، والتي لولا المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وأهل الخير الأوفياء، لكانت هذه الفئات بحال أسوأ بكثير مما هي عليه الآن.
كصحافي، وإنسان قبل ذلك، رصدت خلال سنوات عملي الفائتة، هذا الحال، من الجانبين، الحاجة والبخل، فالأول يعاني ويحاول جاهدا إيجاد الحلول المتاحة لكسر حلقة الفقر الموجعة، والثاني يتأفف ويتصدد، ويتعامل مع المشهد الكئيب هذا، وكأن الأموال هذه، أمواله هو، وليس أموال الله، وهو موكل بها.
لم تعلمهم كورونا، ولا وفيات الفجأة، ولا الحروب، ولا المآسي، ولم تزح بوصة واحدة من “الران” الأسود الذي اكتست به قلوبهم من كل الاتجاهات، والتي تجعلهم بهذا الحال، وجوه مطفأة، وأموال كثيرة لا يعرفون ماذا يفعلون بها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .