العدد 4893
الثلاثاء 08 مارس 2022
banner
النهام “سالم العلان”
الثلاثاء 08 مارس 2022

استلمت أخيراً اتصالاً كريماً من الناشط الاجتماعي المحرقي أحمد عقاب، يدعوني فيه لكتابة مقال عن طلب عدد من المحرقيين تسمية الشارع المحاذي لبيت النهام سالم العلان رحمه الله باسمه، والدعوة أيضاً لاهتمام هيئة الثقافة والآثار بمسكنه الذي يعد معلماً كبيراً لأهل البحرين جميعاً. وسبق اتصال عقاب، مقطع فيديو انتشر برواج كبير بمنصات التواصل الاجتماعي بصوت رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل، وتظهر فيه صورة العلان والمنطقة التي تحتضن بيته، مع ذات المطالبات من قبل الدخيل.
والنهام سالم العلان رحمه الله الذي توفي في سبتمبر عام 1981 هو مغنٍّ شعبي بحريني متخصص في الفن الفجري، ولد في قرية قلالي عام 1914، وكان ترتيبه الثاني بعد أخيه عاشور الذي يكبره بأربع سنوات، فوالده كان نهاما، ووالدته من نفس الحي، وبدأ تعليمه في الكتاتيب، لكن حياته التصقت بالحزن، حيث توفي والده وهو لم يتجاوز الخمس سنوات، ليبدأ بعدها حياة كلها شقاء ويتم، تخللها دخول البحر، حيث بدأ تبابا ثم سيبا حتى أصبح نهاماً.
وقد سجل العلان خلال مسيرته الكثير من التنزيلات والفنون لتلفزيون البحرين، كما شارك في عام 1975 بمسرحية “توب توب يا بحر” مع مسرح الجزيرة، وقام بتأليفها راشد المعاودة وأخرجها سعد الجزاف، وفي عام 1978 سافر العلان مع جمعية البحرين للفنون الشعبية إلى باريس للمشاركة في تسجيل الأسطوانة 100 لليونيسكو، وهي أسطوانة خاصة عن فنون الغوص في البحرين، وقد أبهر العلان الحضور بتلك الأمسية، بأداء فنون البحر مع زميله أحمد جاسم بوطبنيه، والتي جعلت الصحف الفرنسية تفرد لهما مساحات على صدر صفحاتها الأولى، مشيدة بهذا الفنان الأمي الكفيف الذي فقد بصره وهو بسن الأربعين.
وقد مثل العلان البحرين بالكثير من المحافل منها مهرجان قرطاج الدولي بتونس، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا، كما شكل مع بوطبنيه رحمه الله ثنائياً جميلاً أبهر العالم بكل محفل يشاركان فيه. هذا الإرث الوطني الرائع، يدفعنا لأن نجدد مطالبة المحرقيين الأوفياء بتسمية الشارع باسم الفقيد الراحل، والاهتمام بمنزله كمقصد تراثي وسياحي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية