العدد 4882
الجمعة 25 فبراير 2022
banner
عِشْ كما أنت ولا تخف أحدًا
الجمعة 25 فبراير 2022

في كثير من الأحيان يرتبك الشخص عند مواجهة “س”، أو “ص” من الناس، ويكون مثل النجم المجهول في السماء، وقبل موعد المقابلة أو اللقاء تراه في حالة قلق وخوف، خصوصا إذا كانت المسألة تتعلق بمقابلة مدير أو مسؤول ومن في حكمهم، وسمعنا قصصا عديدة عن أناس تتغير وتتبدل أحوالهم بمجرد دخولهم على شخصية رفيعة، لكن علم النفس الحديث وضع لأمثال هؤلاء الضعفاء وصفة تجعلهم قادرين على المواجهة والحضور الذهني التام، فكل من يتهرب من لقاء شخص معين، فما عليه إلا أن يحمل نفسه كما هي إلى ذلك الشخص، ولا يضع فرصة من الفرص لمواجهته، فليس ثمة ما يخسره في حضرته، بل إنه سيربح حتما بما يوفر لنفسه من جرأة عليه وقدرة على الصعوبة النفسية التي يعانيها معه.
ثم يحاول أن يسيطر على نفسه في حضرته، ويرفض بكل قوة داخلية أن يبدو أمامه ضعيفا خائفا، ويجاهد في الرد عليه بقوة، وأن يجعل كلمته هي العليا ووجهة النظر التي يتبناها هي المثلى، ويحتفظ بقناع لا يتزعزع، وينظر إليه بجرأة، ولا يلين أبدا، فإن أبدى له صفحة الغضب، يترك العاصفة تهب وهو هادئ، ويعود إلى رأيه وموضوعه بصوت موجب لا سالب، ولهجة رصينة معقولة، يتحمله قسرا.
بمجرد موقفه هذا، عليه إعادة النظر في موقفه هو، فيؤاخذ نفسه أو يعمل فكره من زاوية جديدة لأنه قاوم غضبه واندحر أمامه، فلابد أن يحتاط لنفسه في المرة التالية، وهو يشعر من جهته بقدرته على مجابهة أمثال هذه الحالات من ردود الفعل حين يقابل بها الآخرين. هناك حقيقة واحدة يجب أن يعرفها الجميع.. ينبغي أن لا يكون لأحد نفوذ عليك بحيث يجعلك نفذوه ذاك ضعيفا.. عش كما أنت ولا تخف أحدا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية