+A
A-

فيلم "باكا - نهر الدم" بقصة واقعية وبدون ممثليين حقيقيين!

من تأليف وإخراج نيثين لوكوز، عرض مؤخرًا الفيلم الهندي (باللغة المالايالامية) والذي هو بعنوان باكا (نهر الدم) في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بالدورة الأولى التي انتهت مؤخرًا. 

تدور أحداث الفيلم في ولاية كيرالا الشمالية ويركز على دورة الانتقام الطويلة والدموية بين عائلتين متخاصمتين بالقرب من نهر الثعبان، جوني (باسيل باولوسي) وآنا (فينيثا كوشي) وهما زوجان شابان، يرغبان في إنهاء الكراهية داخل عائلتيهما ويأملان في بدء الحياة معًا ومع ذلك، ومع عودة العم جوني، (خوسيه كيزاككان) بعد إطلاق سراحه من السجن، يصبح عقبة رئيسية يجب التغلب عليها!

عن هذا الفيلم قال المخرج في لقاء حصري مع "البلاد" إنه أولًا سعيد جدًّا بالتطور الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، وخصوصًا بتواجده في النسخة الأولى من البحر الأحمر وكان معه هذا اللقاء:

- هل ساعدك دخولك وتجاربك في العالم الأدبي للشعر والنثر والخيال والدراما على تعزيز كتابة الفيلم؟

ساعدني كثيرًا، فأنا أحب الأدب كثيرًا، ومنذ أيام دراستي، كنت قارئًا متعطشًا، وكانت هناك مكتبة صغيرة في مسقط رأسي، وكنت قد قرأت تقريبًا جميع الكتب المتاحة هناك، كان أفراد عائلتي أيضًا يشجعوني على ذلك، فكانت جدتي وأبي اعتادا على القراءة كثيرًا لذلك، ومنذ طفولتي بدأت مع الأدب الإنجليزي، كما بدأت في كتابة القصص القصيرة والشعر في ذلك الوقت.

في الوقت المناسب، كطالب الأدب، كنت قد انتهيت أيضًا من قراءة الملاحم الهندية "مهابهاراتا" و"رامايانا"، جنبًا إلى جنب مع الأساطير اليونانية "الإلياذة" و"الأوديسة" واعمال شكسبير أيضًا، لذا ساعدتني خلفيتي الأدبية على تعزيز غرائزي في رواية القصص والإخراج.

- كيف نشأت فكرة "باكا" (نهر الدم)؟

كنت دائمًا مهتمة في كتابة السيناريوهات وأصبحت عضوًا في "جمعية كتاب السيناريو" في الهند حتى أتمكن من تسجيل عملي بشكل قانوني قبل الترويج لصانعي الأفلام، لكن نصوصي لم تتحقق أبدًا في فيلم روائي طويل، في العام 2014 بدأت العمل في "تيتهي" وبعد نجاح الفيلم، بدأت في الحصول على الكثير من الأعمال الفنية ولم أتمكن من قضاء بعض الوقت في كتاباتي، وحينها ركزت على مسيرتي كمصمم صوت وعملت في 25 فيلمًا روائيًّا طويلًا.

في العام 2018، عملت مع ديباكار بانيرجي في سانديب أور بينكي فارار وتم تأجيل المشروع لعدة أسباب، خلال هذه الفترة أصبح لدي بعض الوقت للكتابة، وفي العام 2019 زرت مسقط رأسي في كالودي بكيرالا، في فبراير، أثناء مهرجان "كنيسة القديس جورج" ورأيت النطاق الهائل للمهرجان مع الآلاف من الناس الذين يحضرونه، كان بصريًّا مع الكثير من الحكمة الجذابة جدًا، أخبرت أحد أصدقائي أنني أريد أن أصنع فيلمًا عن القصة، ثم بدأت أبحث عن القصص التي كانت ذات صلة خاصة عن نهر على بعد ثلاثة كيلومترات من بيتي الذي يتمتع بسمعة سيئة من الناس بالوقوع والاختفاء فيه، وتاريخيًّا كان هذا النهر وراء الكثير من حوادث قتل فيها أشخاص وألقي بهم في هناك في النهر العميق السوداوي، وكان هناك رجل يدعى خوسيه الذي ينتشل الجثث من النهر، ومن هنا بدأت نسج قصة الفيلم عن هذا النهر.

- هل هناك أي مساعدات في كتابة سيناريو "باكا"؟

حصلت على الكثير من المساعدة من كاتب السيناريو أسد حسين، وقدم لي المخرج جيتانجالي راو الإرشاد الفني، وساعدني على تطوير الموضوعية في السيناريو، واستغرق كل ذلك مني حوالي عام واحد لإكمال السيناريو.

- هل واجهت أي صعوبات في العثور على منتج لأول مرة؟

لقد كانت عملية صعبة، فبعد الانتهاء من سيناريو لم يكن أحد من المنتجين مهتمًّا بإنتاج فيلم ”ماليالامي“، ووسط العديد من الوعود لم أستطع الانتظار، واضطررت لتصوير الفيلم بين ديسمبر ويناير عندما كان مستوى المياه في النهر دقيقًا للأحداث.

 في العام 2019، كنت أحد أفراد الطاقم فيلم ”تيلوغو ماليشام“ الذي أنتج وأخرجه راج راشاكوندا، وفي إحدى الليالي، خلال جلسة عن تصميم الصوت، سألته عما إذا كان مهتمًّا بإنتاج فيلمي، وعرضت عليه قصته مع لوحة قصصية، ووافق على الفور في إنتاجه، هكذا وجدت منتجًا للفيلم!

- أخبرنا عن عملية اختيار طاقم التمثيل؟

باستثناء اثنين أو ثلاثة ممثلين من صناعة السينما المالايالامية، فإن معظم الممثليين في فيلمي من غير المهنيين، وهم أساسًا من قريتي الذين هم بالأساس أصدقائي وكانوا على استعداد لمساعدتي في صنع الفيلم، و90 في المئة من الممثلين هم من غير ممثلين!

- ما هي توقعاتك من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؟

عرض الفيلم بحب كبير في جدة، وشاهده الناس الفيلم كاملًا للمرة الأولى، وشاهدت ردود فعل من المشاهدين جميلة سواء من المشاهدين أو الصحافة، البعض منهم حبَّ الفيلم، والبعض الآخر لا، لكنني توقعت أن يتواصل الفيلم مع المزيد من الجمهور، وهو الغرض من الطاقم الذي يقف وراء صنع الفيلم، وآمل أن ينتقل الفيلم إلى مهرجانات سينمائية دولية أخرى غير جدة، وأود أن أصدر الفيلم في الخليج العربي نظرًا لوجود الجالية الهندية الكبيرة فيها ومتذوقي الفن من المواطنين والوافدين قريبًا.            ​