الحكومة برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، تؤدي مهامها بنجاح في الملف الإسكاني وتنتقل به من مرحلة إلى أخرى حسب الإمكانيات، ومع ذلك لابد من وجود مشاكل إلى أدنى حد ممكن، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وكذلك ملف المتقاعدين الذي تناقشه الحكومة على أرض خصبة وأيضا هناك ملاحظات، لكن ما يلفت النظر هو استغلال بعض النواب هذه الملفات بالذات للاستعراض كعنترة وأبي فراس الحمداني، لتحريك الوجدان الداخلي للمواطن ومشاعره وأحاسيسه، متخذين العذوبة اللفظية والرنة الموسيقية وصوغ الأفكار والتعبير عنها في جلسات البرلمان بمنطق يشبه منطق المحاصر من كل جانب الذي يبحث عن الخلاص وتدفئة ساقه من صقيع انتقادات وسخط المواطن.
يصرون بموقف مستميت لمناقشة ملفي الإسكان والتقاعد لاعتقادهم أنهم سيؤثرون على المواطن، وهذه “حركات” ليست جديدة، فقد طرقها العديد من النواب السابقين وساروا على نفس الدرب ومن ثم تحولوا بالتدريج إلى “بياعين حجي” خارجين عن المضمون والشكل. منذ الأزل الأرض تدور ضمن المسار والاتجاه المرسوم لها، فلماذا يخرج علينا بعض النواب اليوم في محاولة مكشوفة لإثبات العكس باختراع عجيب اسمه “اللف والدوران” والتأثير على الناس والمراهنة على فصول رواية تشبه روايات الخيال العلمي.
لقد غصت منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، بسيل من المداخلات لبعض النواب عن الإسكان والتقاعد، ليشعروا المواطن أنهم قريبون منه وسيقومون بخطوات كبيرة، كبيرة جدا لإيصاله لشواطئ الأمان ومسح همومه وجراحه، لكن الذي يفرح القلب هو تعليقات المواطنين على فيديوهاتهم وفهمهم قواعد اللعبة ومسرحيات هنريك ابسن، وادعاء الحزن والبكاء والخيبة. 
ما حققته الحكومة ليس نجاحات جزئية، إنما نجاحات كبيرة وشاملة من أجل تحقيق الرخاء العام للمجتمع، والنائب الذي يستغل ملفي الإسكان والتقاعد لكسب الأصوات من جديد، أو للتأثير على العقول، ستفشل تكتيكاته.