العدد 4875
الجمعة 18 فبراير 2022
banner
هكذا كتبوا عن أميركا
الجمعة 18 فبراير 2022

أكثر من عرى المجتمع الأميركي على حقيقته هم الأدباء والكتاب الأميركيون، الذين وقفوا موقف الفيلسوف الناصح الرامي إلى الوصول إلى تربية راشدة ومجتمع خال من التناقضات، لكن نال منهم التعب والعناء بغية الوصول إلى الهدف.
أحد أولئك الأدباء “جون شتاينبك” الفائز بجائزة نوبل في الآداب عام 1962، والذي قال عن مجتمعه الأميركي “إنه من العموميات التي كثيرا ما تلاحظ على الأميركيين، اننا شعب قلق، ساخط ودائم البحث.. إننا ننفق وقتنا في البحث عن الأمن، ونكرهه عندما نحصل عليه، ونحن شعب نأكل كثيرا ونشرب كثيرا، وننغمس في ملذاتنا كثيرا جدا.. إننا نعمل عملا شاقا، والكثير منا يموتون بسبب الإجهاد، ونعبث بالعنف بطريقة انتحارية والنتيجة أننا نبدو في حالة من الشغب والضوضاء طيلة الوقت، من الناحيتين البدنية والعقلية، ونحن قادرون على الاعتقاد بأن حكومتنا حكومة ضعيفة، غبية، مستبدة، غير آمنة، وعاجزة، وفي نفس الوقت نحن مقتنعون تماما بأنها أفضل حكومة في العالم، ونود أن نفرضها على كل إنسان آخر.
لماذا نتصرف بالطريقة التي نتصرف بها.. أعتقد أن السبب هو أننا نحن الأميركيين بلغنا نهاية الطريق، ولم نكتشف طريقا جديدا نسلكه، أو أي واجب نقوم به، ولا أي هدف نحققه، ولا أعتقد أننا سنجد طريقا إلى المستقبل.
أما الأديب والكاتب آرثر ميلر فقد انتقد في مسرحياته همجية المجتمع الأميركي والقمع والاستهتار بحقوق الإنسان، وتردي أوضاع السود، حتى أنه كتب مقالا يصف فيه المجتمع الأميركي بأنه مجتمع الأوهام والعنصرية والجريمة، وأنه خارج عن قاعدة الأصول البشرية، وكل ما يغلب عليه هو لباس اللهو والخلاعة.
الموسيقار فرانك زابا صرح لوسائل إعلام أميركية بأنه كان يتمنى بأنه ولد في بلد غير أميركا، وعندما سئل عن السبب أجاب.. بلدنا أكثر بلد في العالم ترتكب الأخطاء.
وهناك رصيد ضخم من الانتقادات والحقائق عن أميركا على ألسنة كتاب وعلماء ورجال فكر وأدب، تكفي لعشرين مجلدا من الحجم الكبير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .