العدد 4874
الخميس 17 فبراير 2022
banner
هدفهم الانتخابات وليس المواطن
الخميس 17 فبراير 2022

حالة من الانفلات و”طولة اللسان”، بدأها بعض المرشحين المحتملين باكرًا عبر إساءاتهم المباشرة، وتشويههم سمعة بعض النواب والبلديين الحاليين ولربما مرشحين آخرين، بحالة متكررة نعرفها جيدًا، ونعرف نواياها التي لا ترحم، ولا تذر.
هذا الاستهداف المدمر لاستقرار المجتمع، سببه الأساسي تخويل هؤلاء أنفسهم، لأن يقولوا أي شيء، ويستخدموا أي شيء تحت ذريعة خدمة الوطن والمواطن، والتعبير عن احتياجات الناس، ومشاكلهم.
لكن الحقيقة خلاف ذلك، فهي لا تخرج - وكلنا يعلم - عن محاولة حرف رضا الناخبين نحوهم هم، وفقًا لمقولة “الغاية تبرّر الوسيلة”، فليس المهم كيف يحدث ذلك؟ ولا ضد من؟ بقدر ما تهم المحصلة النهائية نفسها.
وليس مستغربًا أن نرى حالة من التفنن والابتكار في استهداف سمعة الناس وتلطيخها بالوحل، فمن التغريد الاستعراضي بالمنصات الإعلامية، إلى الخروج والحديث أمام الكاميرا، إلى النزول الميداني في بعض المواقع والتصوير و”البربرة” غير ذات النتيجة، والهدف واحد وهو “الانتخابات”.
هذا الحال المشوه، مكّن وشجّع المتردية والنطيحة وما أكل السبع، لأن تزاحم بحماس المثقفين والمتنوّرين والوطنيين، بآراء سمجة غير ذات نفع، بل وتقصيهم في بعض الحالات، وتبعدهم عن الساحات.
من الأهمية وضع الضوابط اللازمة لصون كرامات الناس، من قبل بعض الطامحين بشدة في دخول المجلس النيابي، ولربما المجالس البلدية، والذين لا يوقفهم أي شيء في السعي نحو تحقيق هذا الهدف، فالمحصلة النهائية مما يحدث، ستكون إشاعة الإحباط والاكتئاب والمشاكل بين الناس، ونأي الكفاءات الوطنية بنفسها عن المشاركة بأي دور فاعل في خدمة المجتمع، خوفًا على نفسها من هذا النهش، والقضم، وطحن العظام.. وهو ما يحدث بالفعل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .