العدد 4870
الأحد 13 فبراير 2022
banner
من سقط في البئر؟
الأحد 13 فبراير 2022

لم يسقط ريان في البئر وحده، سقطنا جميعا معه، هوت قلوبنا على عمق ٣٢ مترا ويزيد، وارتطمت أدمغتنا بوابل من الأسئلة والتكهنات، هل مازال الطفل على قيد الحياة أم لا، هل أخرجوه؟ هل أكل في البئر؟ هل استطاع أن يتنفس؟ وبينما ننعم يوما تلو الآخر بدفء أسرتنا في نهاية يوم شاق تابعنا فيه أخبار ريان يبقى الطفل وحده داخل البئر في ظلمات ودرجة حرارة منخفضة! أية مشاعر تلك التي عايشها ذاك الجسد الصغير في أيام خمسة متتالية جريحا وحيدا جائعا!
علمت منذ اللحظات الأولى للانتهاء من الحفر وعدم إخراج الطفل أنه على الأغلب قد رحل عن عالمنا، وأعتبر أن ما قامت به السلطات في المغرب كان عين الصواب أمام الحشود المجتمعة التي كانت تملأ المكان، فقد آثروا أن يخرجوه ليلا بعد إقامة حواجز بشرية والتأكد من أن وسائل الإعلام المحلية والعالمية لن تلتقط له صورا وغادروا كسرعة البرق من المكان ثم أعلنوا وفاته، التعامل مع الأزمة من حيث إعلان الوفاة كان بتقديري أكثر من رائع، فلو تم الإعلان عن وفاته منذ اللحظات الأولى لتوقف الحفر، وفي موقع الوفاة لكان ساد هرج ومرج عظيم ولكنا نندب خيبات الأمل والمئات من المتوفين جراء ذلك كله، لكنها حكمة إدارة الأزمات وخصوصا الإعلامية.
رحل ريان مخلفا وراءه درسا كبيرا حول جهود وعطاء الدول لأبنائها، رحل ريان مخلدا قصته لتعاطف الإنسانية مع الطفولة دون الاهتمام بجنس أو عرق أو ديانة.. رحم الله طير الجنة وربط على قلب والديه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية