العدد 4870
الأحد 13 فبراير 2022
banner
النواب وثلاث سنوات عجاف
الأحد 13 فبراير 2022

أحاديث كثيرة، ومناوشات، أقرأها بين الجمهور في “قروبات الواتساب” وفي لقاءات الأصدقاء، عن أداء النواب، وعن الإحباط الذي يوجده البعض منهم، بأداء هش، وميت، لا طعم له ولا رائحة.
هذا الصوت المرتفع والناقد من المواطن، لم يأت “تبليا” أو مناحسة أو حسداً لهذا النائب أو ذاك، بل مخرجات يواكبها الألم، والزفرات الحارة، والغضب، والتأفف، بعد ثلاث سنوات عجاف من الأداء الضعيف والمحرج.
وكما أوصل الناخب بصوته المرشح النيابي للمجلس، ليتحول بقدرة قادر من مواطن عادي، بسيط، لا يعرفه الرأي العام، إلى عضو مجلس تشريعي مشهور، تتصدر صوره الصحف والمنصات، ويتمتع بحصانة وجواز خاص، ومخصصات مالية ومزايا أخرى عديدة، فإن المطلوب منه بالمقابل، تبييض الوجه بكل شاردة وواردة، عملا، وأداء، وتحركا، وتصويتا، واجتماعا، وأن لا يجحد حقيقة ما قدمه الناخب لأجله من خدمة جليلة، وأن لا يعيش الدور على حسابه بأي شكل كان.
وكل نائب يخالف إرادة المواطن، فهو لا يمثل إلا نفسه ومصالحه، وكل نائب لا يرد على الهاتف، ولا يفتح مكتبا خدميا، ولا يستقبل طلبات المواطنين، ولا يشرف على متابعتها مع الوزراء والمسؤولين بنفسه، غير جدير بإعادة ترشحه مرة أخرى، ومن يرشحه يستحق ما سيأتيه منه لاحقا.
نحن لا نريد نواب “سوشال ميديا” أو نواب دروع وشهادات تقدير، أو نواب مجاملات، نحن نريد نوابا أبطالا، يعبرون عن الإرادة الشعبية، وعما يريده أبناء بلدهم.
وأُذكر هنا أن المواطن لا يطلب الكثير، ولم يكن كذلك أبداً، لكن الإشكالية تكمن في بعض النواب، ممن جاءوا للمجلس من رحم الشارع، وهم يعرفون جيداً هموم الناس، واحتياجاتهم، لكنهم يتغيرون مع تغير الظروف، وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .