مباراة رائعة وجميلة، وأداء عالمي قدمه لاعبو المنتخب المصري الشقيق في مواجهتهم الساخنة مع المنتخب السنغالي في نهاية كأس الأمم الأفريقية مساء الأحد الماضي، والتي ختمت فصولها بتتويج السنغال بطلا للقارة بعد ركلات الترجيح الحاسمة.
ولم تكن المباراة بشوطيها الأساسيين والإضافيين ملحمة كروية فقط، بل جمعت قلوب أبناء الوطن العربي في بوتقة واحدة، وتحت راية علم مصر، تماماً كما كان المشهد في وفاة الطفل المغربي الجميل ريان رحمه الله، والذي جمع القلوب كلها من المحيط إلى الخليج.
وبالرغم من خسارة المنتخب المصري، إلا أن ما قدمه الفراعنة من ملاحم بطولية منذ المباراة الأولى للبطولة وحتى الأخيرة كان كافيا وأكثر من ذلك، وإن لم يظفروا بالنصر الأخير.
فالعبرة هنا هي ترسيخ مفاهيم حب الأوطان، والكفاح لأجل إسعاد الشعوب، وتعليم الأجيال الجديدة مبادئ الإصرار والشجاعة والصبر والثبات حتى تحقيق الحلم الكبير.. وكل لاعب مصري شارك بالبطولة، قدم بطريقته الخاصة قصص إلهام للشباب المصري والعربي، بدءا من العالمي محمد صلاح ومروراً بمحمد النني ووصولا لأبوجبل وبقية اللاعبين.
في المقابل، تابعت بأسف كبير، عبارات الشماتة والتشفي التي أطلقها البعض في حسابات التواصل الاجتماعي لخسارة المنتخب المصري الشقيق، وبتناقض يعكس الانفصام بالشخصية والغيرة والفشل الشخصي.
من المؤسف بحق، أن نرى اصطفاف البعض مع الغريب، على أبناء الجيرة والدم الواحد، والإجهار بذلك على العلن، دون أخذ الاعتبار لروابط الأخوة مع الشعب المصري الشقيق، والذي له الفضل بعد الله في تحقيق الكثير من علامات النهضة بالعالم العربي، والمواقف العروبية الأصيلة، حتى هذه اللحظة.