العدد 4864
الإثنين 07 فبراير 2022
banner
دور إقليمي مطلوب ضد الميليشيات (2)
الإثنين 07 فبراير 2022

الحقيقة أن الرهان على دور دولي في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي يبدو أقرب إلى التمنيات في ظل حالة الاستنفار والصراعات والأزمات العميقة في العلاقات الدولية، وفي ضوء التوترات الحاصلة بين القوى الدولية الكبرى سواء بسبب أزمة أوكرانيا أو بسبب تايوان، أو قضايا وصراعات أخرى عديدة، وبالتالي يبدو الأمر مرهوناً بتعاون وتنسيق الدول الإقليمية على المستويات كافة من أجل التوصل إلى صيغة لردع هذه التهديدات وتوفير أجواء آمنة مستقرة للشعوب.
من المعروف أن التهديدات الاستراتيجية التي تطال دولة الإمارات هي نفسها التهديدات التي تطال دولا أخرى عديدة في المنطقة في مقدمتها إسرائيل، فالاختراقات الخارجية التي حدثت لمنظومة الأمن القومي العربي في العقدين الأخيرين قد تسببت في إحداث تغيرات هيكلية عميقة تؤثر بالسلب على الجميع، وتكفي الإشارة إلى أن ميلشيات يفترض أنها تنتمي لدول عربية تعمل لمصالح أطراف أجنبية ليس فقط ضد دول عربية مجاورة، ولكن ضد شعوبها نفسها! وما حدث جراء ملء قوى إقليمية الفراغ الاستراتيجي الذي حدث في دول عربية عدة بسبب الفوضى والاضطرابات وأيضاً الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها قوى دولية كبرى يدفع ثمنه الجميع الآن لا فرق في ذلك بين الإمارات وإسرائيل، فالميليشيات ترفع شعارات “المقاومة” الزائفة وتتاجر بمعاناة شعوبها تحقيقاً لإملاءات يعلم الكل في منطقتنا مصدرها وأهدافها!
تعزيز التعاون الأمني والاستخباري والعسكري بين الإمارات والدول الإقليمية التي تقف في مواجهة هذه الفوضى الميليشيوية الإقليمية، بما فيها إسرائيل، لا بديل عنه، لاسيما في ظل انشغال الولايات المتحدة وبقية القوى الكبرى بصراعات النفوذ والمصالح شمالاً وشرقاً؛ وقناعتي أن دول المنطقة قادرة ـ بالتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والدعم المتبادل ـ على صد هذه الموجة العاتية من الفوضى الميليشيوية التي تحتاج إلى حلول وبدائل من خارج صندوق الأفكار التقليدي. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية