العدد 4861
الجمعة 04 فبراير 2022
banner
دور إقليمي مطلوب ضد الميليشيات (1)
الجمعة 04 فبراير 2022

يوماً بعد آخر يتجه الوضع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط إلى مزيد من التدهور والتوتر لأسباب عدة في مقدمتها انتشار الميليشيات الإرهابية وتحول المنطقة بأكملها إلى “مفرخة” لهذه الميليشيات التي ترعاها وتمولها وتسلّحها قوى إقليمية معروفة للجميع.
بطبيعة الحال لا يعد الصمت خياراً مناسباً إزاء هذه التطورات المتسارعة، لذا فإن من الضروري أن تتعاون دول المنطقة في التصدي لهذه الأخطار وردع التهديدات التي لا تتوقف عند دولة بعينها، فالميليشيات الحوثية التي نفذت العديد من الهجمات الإجرامية ضد منشآت مدنية في المملكة العربية السعودية قد كررت فعلتها ضد الإمارات وتهدد إسرائيل بهجمات مماثلة!
الحلول هنا لا تقتصر على امتلاك منظومات دفاعية مضادة للصواريخ والإنذار ضد الطائرات المسيرّة، لأن هذه العصابات الإجرامية المنظمة تراهن على العامل النفسي أكثر من الرهان على إلحاق خسائر فعلية بالمنشآت والدول التي تستهدفها، فالميليشيات تدرك خطوة الأثر النفسي الناجم عن إثارة التوترات ضد دول طالما اشتهرت بالأمن والاستقرار وتحولت إلى بيئة مثالية للاستثمار والتجارة والأعمال، لذا فإن مجرد هذه الميليشيات المنتشرة بدول عدة في منطقتنا ستبقى مصدر خطر وتهديد لجميع الدول والشعوب، ليس فقط بالنظر إلى ترسانات الأسلحة والخبرات القتالية التي تراكمها، لكن أيضاً لأن هذه الميليشيات تتحول بمرور الوقت إلى بديل للدول، وترسّخ الواقع المزري الذي تسبب في تنامي دورها جراء انهيار الدولة الوطنية وانهيار أو تضاؤل أو محدودية قدرة الجيوش الوطنية على التصدي لهذه الميليشيات المدعومة من قوى خارجية.
لا يمكن لشعوب دول الشرق الأوسط أن تنام وتصحو على تهديد الميليشيا، ولا يمكن أن يبقى أمن واستقرار منطقة حيوية كهذه مرهون بـ “أوهام” شخصيات مثل الحوثي ونصر الله وغيره من الوكلاء الذين صُنعوا من أجل تحقيق أهداف محددة هي أبعد ما تكون عن شعوبهم ومصالحها، بل إن كل الشواهد تقول إنهم ليسوا سوى متآمرين على أمن واستقرار شعوبهم بما يرتكبون من جرائم وتجويع في اليمن، وما حققوه في لبنان من كوارث دفعت هذا البلد العربي وشعبه إلى كوارث اقتصادية وسياسية وأمنية لا حصر لها. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية