العدد 4840
الجمعة 14 يناير 2022
banner
فشل المحادثات النووية.. الخبر الأسوأ لإدارة بايدن (1)
الجمعة 14 يناير 2022

من خلال قراءة وتحليل التفاعلات المتسارعة في الصراع الاستراتيجي ـ الخفي والمعلن ـ بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية، يمكن فهم الكثير مما يحدث في مفاوضات فيينا، والتي وصفها مراقبون غربيون بأنها واحدة من أكبر الإخفاقات السياسية للغرب في العام 2021، ويبررون ذلك بالفشل التام في انتزاع أية تنازلات من طهران، بل يرون أن تجميد خططها المستمرة لمراكمة قدرات نووية بات أمراً بعيد المنال.
المؤكد في الوضع الاستراتيجي الراهن أن المفاوض الإيراني يتلقى دعماً غير مباشر من أجواء الصراع المحتدم بشأن أزمتي أوكرانيا وتايوان، حيث تدرك طهران أن الولايات المتحدة تعاني مأزقاً استراتيجياً حقيقياً في حسم خياراتها للتعامل مع هاتين الأزمتين اللتين يعتبرهما البيت الأبيض أكثر ارتباطاً بالمصالح الأميركية.
بعض المراقبين الغربيين يرون أن التراجع الأميركي يرتبط مباشرة بتوجهات المبعوث الخاص بإيران، الذي يقود مفاوضي بلاده في فيينا، روبرت مالي، ويرون أنه يبدي مرونة كبيرة تصل إلى حد تقديم تنازلات غير مبررة لإيران من أجل إنجاح المفاوضات، لكن الواقع والتجارب التاريخية تقول إن الأمور يصعب أن تمضي وفق هذا السيناريو الإعلامي المتداول، والمعضلة لا تكمن فقط في غياب التهديد بمغادرة المفاوضات، أو التلويح بفرض عقوبات أقسى وأشد على طهران إذا استمر نهج التشدد الإيراني، بل تكمن في عوامل أخرى مهمة مثل غياب الرؤية المشتركة للقوى الدولية التي تشارك في المفاوضات، حيث يصعب التكهن بأن الصين وروسيا ـ على سبيل المثال ـ يمكن أن تقدما دعماً من أي نوع للموقف الأميركي، ناهيك عن وجود تباينات ـ ولو محدودة ولكنها ملموسة ـ في وجهات النظر الأوروبية ـ الأميركية حيال سبل معالجة الموقف المتأزم.
أضف إلى ذلك كله أن على الولايات المتحدة أن تعيد في المرحلة الراهنة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية بما يتوافق مع البيئة الدولية المتغيرة التي أفرزها تفشي وباء “كورونا”، وما يرتبط بذلك من الصعود الاستراتيجي الصيني المتسارع، وميل بكين بشكل متزايد للدفاع عن مصالحها في تايوان وغيرها من مناطق النفوذ المحتملة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية