العدد 4826
الجمعة 31 ديسمبر 2021
banner
القضية الفلسطينية وصراعات الفصائل والأجنحة (2)
الجمعة 31 ديسمبر 2021

لا أريد هنا الخوض في تفاصيل التوظيف الإيراني للحركات والميلشيات كأذرع طولى لها في الإقليم، لكنني أستغرب ألا يعرف قادة حركة فلسطينية الفارق بين كون شعبهم يبحث عن حقوق عادلة ومشروعة، وبين التورط في صراع إقليمي لا علاقة له بقضيتهم الوطنية! قد يزعم أحدهم أن إيران تمول “حماس” بالأموال والسلاح، وأن العرب لا يقدمون للحركة شيئاً، وهذا صحيح لأن العرب يوجهون أموالهم للشعب الفلسطيني وليس لحركات وتنظيمات تنفقها في شراء الأسلحة وخوض معارك تضر الشعب الفلسطيني أكثر مما تفيده، ومن ينكر هذا الطرح عليه أن يذكرنا بإنجاز إيجابي واحد عاد على الشعب الفلسطيني أو قضيته من جولات العنف العنترية التي خاضتها “حماس” ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة! الكل يعرف حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية التي لحقت بقطاع غزة خلال التصعيد العسكري بين “حماس” والجيش الإسرائيلي، والكل يعرف كذلك حجم المعاناة والمأساة الإنسانية المتفاقمة داخل القطاع. الحقيقة أن “حماس” وغيرها من الحركات المسلحة أصبحت عبئاً على الشعب والقضية الفلسطينية، لأنه ببساطة لا يمكن أن يكون العنف الخيار الوحيد لأية حركة تزعم أنها تستهدف الدفاع عن شعبها والحصول على حقوقه! الحقيقة أيضاً أن مشكلة “حماس” تكمن في رؤيتها الآيديولوجية التي تريد “سلخ” القضية الفلسطينية وتجريدها من عروبتها لأن جذور فكر الحركة الإخوانية لا تؤمن بعروبة القضية الفلسطينية، ولا تعترف بروابطها التاريخية والمصيرية مع حاضنتها العربية التقليدية، التي كانت ولا تزال تنظر للقضية باعتبارها أولوية مركزية أولى لها رغم كل الظروف والتغيرات والتحديات الاستراتيجية.

“حماس” لا تعرف سوى لغة السلاح ولم تستوعب أي درس من التفاعلات الحاصلة على الساحة الفلسطينية منذ عام 2006 حتى الآن، ولم تفطن إلى أن نجاحها الوحيد هو تكريس الانقسام الداخلي وعزل نحو مليوني فلسطيني داخل حدود القطاع، في حين لحقت بالقضية والشعب الفلسطيني خسائر كبرى. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية