العدد 4770
الجمعة 05 نوفمبر 2021
banner
قضية الجزر الإماراتية ومراوغات الملالي (2)
الجمعة 05 نوفمبر 2021

يقول الملالي في مواقفهم المتكررة إن “الجزر الإيرانية الثلاث جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعليه فإن كل المزاعم التي تتعارض مع هذه الحقيقة مرفوضة جملة وتفصيلاً”، والموقف السياسي الإماراتي الهادئ الذي يتعاطى مع هذه القضية بعقلانية وحكمة شديدة يدعوهم بكل هدوء إلى تقديم البراهين والأدلة على مزاعمهم بشأن السيادة على الجزر الثلاث إلى هيئة تحكيم دولية للبت فيها بشكل نهائي، وهذه هي أفضل صيغ حل النزاعات بطريقة حضارية، لكن الغطرسة التي تطغى على موقف الملالي تنأى بهم عن التفكير في هذه الطروحات لأنهم ببساطة لا يمتلكون أية أسانيد قانونية أو وثائق تاريخية يمكن أن تدعم موقفهم بالتحكيم الدولي.
الجديد في الموقف الإيراني الأخير بالأمم المتحدة أنه اعتبر مطالبة دولة الإمارات بحقها في السيادة على الجزر الثلاث المحتلة “اعتداء لا أساس له ويشكل تدخلاً في الشؤون الإيرانية وانتهاكاً لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة”، وهذه بحد ذاتها إحدى مفارقات هذه القضية، فالملالي يتصورون أن مثل هذه الحيل والألاعيب يمكن أن تنطلي على المجتمع الدولي، وأن العالم الذي يتابع يومياً تدخلات الملالي في شؤون دول الجوار، يمكن أن يصدق أن الإمارات يمكن أن تكون “طرفا معتديا” أو أنها تتدخل في الشأن الداخلي الإيراني!
العالم أجمع يعرف مجريات وتطورات الأحداث في منطقتنا، ويدرك كذلك أن نظام الملالي هو الفاعل الأخطر في الفوضى والاضطرابات التي تعم الشرق الأوسط، والأهم من ذلك أن الملالي يثقون تماماً أن تصوراتهم الزائفة للأحداث والقضايا لا تنطلي على أحد، ولكنهم لا يكفون عن ترديدها والترويج لها، حيث استمرؤوا لعبة الخداع والمخاتلة وهدر الوقت سواء في هذه القضية أو غيرها من الأزمات التي تسببوا فيها مع المجتمع الدولي.
الجديد أيضاً في الخطاب السياسي الذي تعتمده حكومة إبراهيم رئيسي هو التبجح الذي بلغ حد مطالبة المندوب الإيراني دولة الإمارات بـ “التزام معايير حسن الجوار واحترام القانون الدولي”، في خلط واضح للأوراق وتعمد لعب دور لا ينطلي على أحد، ولسوء حظ هذا المندوب أن العالم أجمع يعرف أن الإمارات التي تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق التنمية والأمن والاستقرار والبحث عن السلام في الشرق الأوسط، ويعرف كذلك دور نظام الملالي في نشر الفوضى وإشاعة حالة من الإرباك والاضطراب التي تبدأ من الأذرع الميلشياوية وتنتهي بمحاولات الحصول على أسلحة نووية تهدد الأمن والسلم العالميين. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .