العدد 4768
الأربعاء 03 نوفمبر 2021
banner
قضية الجزر الإماراتية ومراوغات الملالي (1)
الأربعاء 03 نوفمبر 2021

الخطاب السياسي الإيراني تجاه الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة “طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى” سيناريو متكرر لا ينطوي على أي جديد، ويكتفي بالتمترس وراء موقف جامد لا يمكن أن يقود إلى أية حلحلة إيجابية في هذه القضية!
مؤخراً، كرر مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي خلال اجتماع اللجنة الرابعة للجمعية العامة الأممية تعليقاً على حديث مندوبي دولة الإمارات ومملكة البحرين عن قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، كرر موقف نظام الملالي القائم الذي يتمثل في “عدم الاعتراف” بما يزعم أنه “خلاف” بين الإمارات وإيران! اختزال قضية احتلال أراضي دولة مجاورة وحصره في مفهوم “الخلاف” يمثل أسوأ أنواع الاحتلال، لأن سلوك المحتل في هذه الحالة يتجاوز انتهاك سيادة دولة أخرى واحتلال جزء من ترابها الوطني وينتقل إلى إنكار جريمته واعتبارها مجرد “خلاف”، في محاولة لإعادة تعريف الأزمة ووضعها في إطار مفاهيمي مغاير كنوع من الخداع وتزييف حقائق التاريخ. 
يدرك نظام الملالي أن قضية الجزر الإماراتية الثلاث هي قضية وطنية إماراتية تتصدر أولويات السياسة الخارجية للدولة، ويدرك كذلك أن القضية تسكن أعماق الوعي الجمعي الوطني الإماراتي ومن السذاجة الاعتقاد بأن حالة الإنكار والتزييف التي يحاول الملالي ترسيخها ربما تدفع القضية إلى دهاليز النسيان. قضايا الاحتلال لا تسقط بالتقادم ولا تضيع وسط انشغالات الشعوب ولا تطغى عليها قضايا وطنية أخرى مهما بلغت أهميتها، وهذه إحدى حقائق التاريخ وتجارب الماضي القريب والبعيد.
نظام الملالي الإيراني لا يكف عن ترديد حديثه الزائف عن حسن الجوار والرغبة في التعاون الإقليمي، لكن سلوكه على أرض الواقع يخالف هذا الحديث ويناقضه تماماً، فمنذ قيام ثورة الخميني عام 1979، لم يتحرك هذا النظام قيد أنملة باتجاه التجاوب مع جهود دولة الإمارات ومساعيها الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لهذه القضية، في إطار خيارات عدة طرحتها الإمارات، ولا تزال، سواء عبر الحوار المباشر أو التحكيم الدولي. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية