في شهر أغسطس من العام 1968 كانت البحرين على موعد مهم غير تاريخها الحديث، ذلك المتمثل في تأسيس قوة دفاع البحرين كصرح عملاق، أوجد ودرب، ولا يزال، أفواجا عديدة من رجال القوة والتضحية والفداء.
وفي يوم الخامس من فبراير من العام 1969 كانت قوة الدفاع على موعد آخر، مع تخريج الدفعة الأولى من مجنديها، معلنة بذلك عن رؤية واقعية وطموحة لجلالة الملك المفدى في بناء جيش متطور، قوي، قادر على أن يحمي الوطن، ويذود عن حياضه.
والحديث عن قوة الدفاع، والتي تطورت وحداتها، وتنامت بفضل من الله، ثم سيدي جلالة الملك حفظه الله ورعاه، يتخطى بمفهومه إنشاء مؤسسة عسكرية تقوم بواجبات الدفاع، وحفظ السيادة، ومواجهة التحديات أيا كانت، إلى اعتباره رمزا حيا للعطاء، والفخر، والولاء، والانضباط.
فعلى مدى خمسين عاماً وأكثر، وبخطوات جريئة على أسس علمية، وخطى حثيثة وثابتة، ومتابعة مقدرة من لدن القائد العام المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة حفظه الله، ورجالات القوة الأوفياء، استمر هذا الصرح العظيم، وبنجاح منقطع النظير، في حماية إنجازات الوطن العظيمة، والذود عن ترابه، ومقدساته، وسيادته.
واستمر أيضاً على مدار الأعوام، والعقود، في تخريج المجندين، والضباط، وإلحاقهم بالدورات الداخلية والخارجية، واعتمادهم كشريان أساسي في تحديث هذه المؤسسة وتنمية قدراتها.
وفي تطوير وحداتها القتالية والهندسية والتقنية بأحدث المعدات، لتتبوأ مكانتها المتقدمة الآن، على كل المستويات، تشريفاً للوطن، والمهنة، والزي المقدس.