ثمة حقيقة تقف بثقلها في طريق العالم، وبإمكانها هدايته إلى الصراط المستقيم، وهي نشر ثقافة التسامح وتعميق قواعد التفاهم والسلم بين الأمم والشعوب، والقضاء على النزاعات والحروب في كل مكان، فنحن اليوم في عصر يختلف عن تلك العصور، ولا يجوز لعاقل أن يطلب من التاريخ أن يعود إلى الوراء، فما يصلح لأمة لا يصلح لأمة أخرى، وما يصلح لها في زمن لا يصلح لها في زمن آخر، وتأتي مملكة البحرين في مقدمة الدول التي تكرس ثقافة السلام والتسامح بين الشعوب بكل وضوح، وتنشر رسالة العدل والمحبة بين الأمم.
سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، أكد خلال لقائه وزير دفاع دولة إسرائيل بيني غانتس الذي يقوم بزيارة للبلاد “أن نهج مملكة البحرين يرتكز على إرساء قيم التفاهم والحوار والتسامح والتعايش السلمي، والذي يعد السبيل الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب للسلام والنماء والازدهار، وأن المملكة تدعم كافة المساعي الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم والشامل والتنمية والازدهار لصالح جميع دول وشعوب المنطقة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.
بالسلام والتسامح تحقق المجتمعات أعظم الانتصارات على كل الجبهات، فيكفي البشرية ما غرقت فيه من بحار من الدم والخلافات وضياع الفرص تلو الفرص، فالوقت جاء للتقارب والتكامل الجدي والحقيقي بين الشعوب، والبحرين بقيادة سيدي جلالة الملك المفدى، وسيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تقوم بخطوات طليعية ورغبة مؤكدة في التحدث بلغة العصر وتعميق ثقافة السلام والإيمان بالمستقبل والإسهام في التقدم والنماء وتحقيق حياة أفضل لشعوب العالم.
ليست كمية المعارف هي التي تحدد الوعي، بل ماذا نفهم منها، والاختيار الحتمي بكل الظروف المكانية والزمانية هو السلام والعيش في ظل عنفوانه العريق، وعلى من يعيش في الماضي أن يستيقظ من جديد ليرى بالدرجة الأولى تلاحم الأهداف العامة لشعوب المنطقة.