قبل أيام تصفحت موسوعة “المخترعات” التي كنت قد اشتريتها من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفيها إحاطة مدهشة ودقيقة لمجالات الاختراعات والابتكارات ومراحل تطورها المختلفة ورواد العلم والبشر العظماء الذين غيروا بفكرهم وجه الحياة، وقلت لنفسي... نحن بالفعل ندين لهؤلاء العباقرة أو الرجال غير العاديين، فهم الذين جعلوا هذا العالم الحديث ممكنا، فالمواطن العادي مثلا يستطيع اليوم أن يشتري من أي متجر صغير عقارا سحريا بمبلغ صغير، كان لويس الرابع عشر على استعداد لأن يتنازل عن نصف فرنسا للحصول عليه، وبأي معيار تجد أن “ماركوني” و”باستور” و”أديسون” كانوا رجالا موهوبين أكثر منا نحن البشر العاديون، ونحن نتمتع ولا شك بثمار عبقريتهم.
هذه الميزات، بل هذه الجوائز التي لم نتعب في الحصول عليها، أصبحت جزءا كبيرا من حياتنا اليومية.. هل تعلمون أن “المنديل أو الكلينكس” الذي يغطي حياتنا كسماء من الورق اخترعته شركة أميركية اسمها “كلارك” عام 1924، وتم التسويق تحت اسم “كلينكس” ونالت الشهرة التي نعرفها، والمكنسة الكهربائية اخترعها أميركي يدعى “دافيد كيني” عام 1907، كما أن فكرة تأجير السيارات تعود إلى العام 1918 في شيكاغو، وأول حملة لاستطلاع الرأي تمت في أميركا عام 1828 بمناسبة إحدى انتخابات الرئاسة، بل إن الفشار “النفيش” الذي يلازمنا وقت دخولنا السينما ظهر في حياة المستعمرين الإنجليز في أميركا الشمالية عام 1630، والفرنسي المدعو أوجين بويل هو أول من ابتكر “سلة المهملات” عام 1884، فقد ألزمت باريس أصحاب المنازل بأن يضعوا سلة كبيرة أو عدة سلال ليلقوا فيها فضلات المعيشة، والدفاية الكهربائية اخترعها الإنجليز عام 1892، وهناك الكثير من الاختراعات التي تموج بها حياتنا ولا نعرف شيئا عنها. 
نقضي سنوات عمرنا نستخدم أشياء في حياتنا اليومية ويفترض أن أول باب نفتحه – إن كنا مهتمين - هو تأمل الشيء الذي نستخدمه ومعرفة صاحبه الذي قدم لنا هذه الخدمة العظيمة.