العدد 4860
الخميس 03 فبراير 2022
banner
الدجالون ومدعو الوطنية.. قصص السكون الشامل
الخميس 03 فبراير 2022

خرج علينا على شكل أديب وظل يثرثر عن الأدب، وأن الأديب ليس مسؤولا أمام أية سلطة ولا ملتزما بشيء سوى مسؤوليته إزاء خليقته الفنية، فمسؤوليات الأديب فنية بحتة ولا وجود لها خارج دائرة الفن، فهو ليس مطالبا بإرضاء أحد من الجمهور، لأنه ينتمي إلى نوع آخر يختلف كل الاختلاف عن البقية، لكننا شاهدنا بعد ذلك ما يسمى بالتلفيق الزمني أو التاريخي، فالذي كان يدعي الأدب والاستقلالية في الرأي أصبح لا يؤمن إلا برجل الدين وحده ومشتركا عمليا مع القيادات الدينية ومنتميا إليها، وقطع علاقته بالناس أو بالأحرى الأدباء على نحو كاريكاتيري مضحك، وهاجر بعقله ووجدانه ليتمتع بخطب رجال الدين في الجمعيات السياسية في صورة كانت واضحة لنا موجعة للقلب.

مشكلة هؤلاء المتلونين محاولتهم إقناع الجميع بأنهم خارج التنظيمات السياسية والدينية ولهم نظرتهم ومبادئهم واتجاههم الواحد البعيد عن أية آيديولوجية وأهداف بعيدة المدى، ثم تكتشف أنهم متثقفون تثقيفا سياسيا وبأعلى المستويات وعلى أوسع نطاق، والقضية برمتها وأنماطها وأشكالها تتعلق بالروح العدائية ضد المجتمع والخروج عن النص الأصيل للوطنية وإثارة الفتن والأحقاد، وما أكثر هؤلاء الذين ادعوا المحبة والتآخي والسلام، ثم تفاجأ المجتمع بوشاياتهم الدنيئة والسير بخطى واسعة مع كل من لا يريد الخير للمجتمع.

هؤلاء ذكروني بمن قال ذات يوم إنه لا يوجد تناقض بين الإسلام والشيوعية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .