الفيلم الجديد للفنانة منى زكي المسمى “أصحاب ولا أعز” هز الرأي العام المصري والعربي على مدار الأيام الماضية، بعد أن تم عرضه على تطبيق “نتفليكس” وشاهده الملايين، وهاجمه الملايين أيضا، وانتشرت حالة الرفض والتذمر كالنار في الهشيم بين الذين شاهدوا الفيلم أو الذين سمعوا عنه أو قرأوا عنه، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب غضب الملايين من الناس ممن رفضوا هذا الفيلم، ليس فقط لأن نجمة الفيلم التي تعودت على القيام بأدوار نظيفة إن صح التعبير قامت في أحد مشاهد الفيلم بخلع ملابسها الداخلية مسببة صدمة كبيرة لجمهورها الذي لم يتعود أن يراها في مثل هذه المشاهد، لكن لأن الفيلم بشكل عام يمثل محاولة واضحة للتطبيع مع المثلية الجنسية في مجتمع إسلامي له قيمه الرافضة تماما لهذه الممارسة.
وكان من الطبيعي جدا أن فيلما يحمل هكذا رسالة أن يواجه بهذا البركان من الغضب من مجتمع له قيمه التي ترفض تماما المثلية الجنسية، وكان من الطبيعي أيضا أن يواجه صناع الفيلم بغضب برلماني مصري لأن الفيلم بمضمونه هذا هو اعتداء صارخ على القيم الدينية للمجتمع، لأنه لا يشير مجرد إشارة إلى وجود المثلية في المجتمع ولكنه يسعى إلى خلق تصالح بين المجتمع وبين أصحاب هذه الممارسات وإحداث ثقب في جدار الرفض للمثلية في المجتمعات العربية الإسلامية.
إذا الغرب يرى أن المثلية ضمن حقوق الإنسان، فنحن العرب والمسلمون لا نراها كذلك ولا يمكننا أن نتصالح مع من يمارسونها، والأهم من ذلك أيضا أننا نرفض أن تصبح السينما المصرية منصة لإطلاق هذه الدعاوى الغريبة التي أغضبت ملايين المسلمين.