قرأت باهتمام الكتاب الصادر حديثا بعنوان “خمسة أضواء ملكية” للدكتور راشد صقر الجلاهمة، والذي يأخذ القارئ في جولة ثرية وعميقة بمراحل التحول الوطنية بدءا من الاستقلال، ومروراً بالتكامل الخليجي ومشروع جلالة الملك الإصلاحي، وحتى التكاتف الإنساني والسلام العالمي الذي ترمي إليه البحرين عبر دبلوماسيتها الرصينة والثاقبة.
الكتاب يقدم قراءة فكرية رحبة، بالعقل والقلب - كما يقول الكاتب - لمؤسس الفكر الاستراتيجي الوطني وقائد الدبلوماسية البحرينية جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، بدراسة وتحليل الأضواء الملكية الخمسة التي انبثقت عن رؤية تاريخية ثاقبة امتدت لخمسة عقود زاهرة، تعبر كلها عن إلهام التغيير، وقيادة التغيير، والقيادة التشاركية، وإدارة التغيير، والاستجابة المجتمعية، والتي تواصل البحرين من خلالها دورها القيادي والريادي في المنطقة والعالم، كمنارة للإشعاع الحضاري والفكري.
كما أن البحرين تعتبر من أقدم حضارات الخليج العربي، ومن أعرقها مقاماً على مستوى الحضارات الإنسانية نفسها، بإرث يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وأنها المكان الذي وصفه القدماء بالذي تشرق منه الشمس على العالم.
فقد أشار الكتاب إلى قراءة فكرية متعمقة وموجزة لمؤسس الفكر الاستراتيجي الوطني جلالة الملك حفظه الله ورعاه، عبر تسليط الضوء على الركائز التي أسسها في جميع النواحي التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، وانطلاقاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وبنهضة مستمرة لا تزال في طريقها إلى السمو، بأهدافها، وبالعلو إلى قمة مجدها، مسجلة بذلك أروع ملحمات الانتقال من الخيال إلى ضرب واقع الحقيقة.
“خمسة أضواء ملكية” باختصار هو استلهام رائع وحي للأضواء الملكية التي غطت مساحة زمنية تصل لأكثر من نصف قرن، ومرجع مهم للباحثين والكتاب والمؤرخين، في الفكر الاستراتيجي الملكي، وفي أسس بناء الدولة الحديثة وتطلعاتها المستقبلية.