+A
A-

راحلون وبصماتهم باقية: النامليتي.. أحد التجار المخضرمين بسوق المنامة القديمة

- أسس معملا للنامليت في الدمام

يعد المرحوم أحمد حسين النامليتي من قدماء التجار في سوق المنامة، حيث عمل فيها لفترة طويلة في تجارة الملابس والأقمشة الجاهزة وتداول الأسهم وشراء وبيع العقارات والثلج. كما أسس معمل النامليت في الدمام بالمملكة العربية السعودية.


ولد الفقيد أحمد النامليتي في العام 1927 بالقرب من جامع الشيخ قاسم المهزع في مدينة المنامة، حيث عملت أسرته في تجارة الأقمشة والملابس الجاهزة ومصنع للثلج ومعمل النامليت الكائن في المنامة، ويمتلك فروعا كثيرة لمتاجر الأقمشة في الرفاع والمحرق والقضيبية، وفي شارع المتنبي في المنامة. رحل النامليتي عن عالمنا في العام 1996. ينتمي الراحل لعائلة مكونة من 3 أبناء وبنات، وكان ترتيبه الثاني بين الأولاد.


درس المرحلة الابتدائية بمدرسة مهدي التاجر، ثم بدأ حياته العملية بالعمل مع والده المرحوم حسين النامليتي الذي أسس معمل “النامليت” في البحرين العام 1921 لصناعة شراب “النامليت”، وأصل كلمة النامليت هي (lemonade) وهو مشروب غازي لذيذ الطعم اشتهر في مملكة البحرين، حيث سافر الأب حسين (رحمه الله) إلى مومباي الهندية لاستيراد مكائن يدوية تستخدم في صناعة “النامليت” وكذلك استيراد القارورات الزجاجية (الغراش). وكان يتم بيع النامليت بالمفرد والجملة حيث كان والده (رحمه الله) يقوم بتوزيع شراب النامليت على البقالات، والمقاهي إذ كان في سوق المنامة أكثر من 50 قهوة منها قهوة عبدالقادر وغيرها، حيث يتم شراء النامليت على أن يتم الدفع لاحقًا.


عمل الفقيد أحمد في التجارة واستمر فيها طوال حياته، وبدأ العمل مع والده المرحوم حسين في بوتيك للأقمشة والملابس الجاهزة، حيث كانوا يستوردون السلع من الهند ثم من اليابان وكوريا وغيرها من الدول.


واستمر المرحوم أحمد في العمل بتجارة الأقمشة والملابس الجاهزة والنامليت، ثم دخل في تداول الأسهم وبعد ذلك باشر تجارة العقارات والأراضي واستمر فيها حتى وفاته.


سافر إلى الدمام بالمملكة العربية السعودية بالمراكب (اللنج) لتأسيس معمل للنامليت، وقد عمل هنالك لمدة عامين وجمع أموالا، ثم عاد إلى البحرين لتأسيس عائلته وتزوج ورزق بـ 10 أبناء وبنات، يعملون حاليًا في التجارة أبًا عن جد.


بعد عودة المرحوم أحمد إلى البحرين استمر في عمله مع والده حسين (رحمه الله)، فقد دخل الأخير في مجال صناعة الثلج بالبحرين في الأربعينات ثم توسع ودخل في شراكة مع حاكم دبي آنذاك الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم آل مكتوم (رحمه الله) في مصنع للثلج باسم مصنع دبي للثلج وما يزال يعمل حتى الآن.


ويعزا الدخول في مجال صناعة الثلج في البحرين لأنها تتماشى مع صناعة النامليت، وقد كان يتم توزيع الثلج على جميع البقالات تقريبًا في البحرين والمقاولين وتجار الأسماك والشرطة والجيش وغيرها، وقد كان هنالك طلب متزايد على الثلج نظرًا لعدم وجود ثلاجات آنذاك.


عمل الراحل أحمد في تجارة الأقمشة، ولديه فروع كثيرة في الرفاع والمحرق والقضيبية، وفي شارع المتنبي في المنامة، وقد ركز على تجارة الأقمشة في آخر أيامه. كان يبيع بضاعته على الأفراد وعلى التجار، وكان لديه مخازن كثيرة، كما استورد من اليابان صناديق خشبية محملة بالأقمشة، حيث كان يقوم ببيع البضائع قبل وصولها إلى البحرين.


تمكن الراحل بمساعدة والده من تخطي العديد من الصعاب التي واجهته في حياته، إذ كان نظره ضعيفًا فلم يستطع الحصول على رخصة قيادة، كما استخدم العدسة المكبرة لمراسلاته التجارية مع اليابان وكوريا وغيرها. ورغم أن تعليمه حتى المرحلة الابتدائية فقط إلا أنه كان يجيد اللغة الإنجليزية في نطاق عمله، ما مكنه من السفر إلى اليابان والتواصل مع التجار لاستيراد البضائع.