أصبح تعدين أو تنقيب العملات المشفرة Crypto Mining الشغل الشاغل لشريحة لا بأس بها من الشباب البحريني الراغب بالاستفادة مما تخبئه تقنية سلاسل الكتل blockcain من كنوز افتراضية دفينة، ومناجم ذهب رقمية يتم تحويلها إلى دنانير ملموسة، إذ تشهد السوق المحلية طلبا “جنونيا” على أجهزة التعدين كبطاقات الجرافيك GPU أو أجهزة Antminer والتي وصلت أسعارها لمعدلات استثنائية، وفقا لمنقبين بحرينيين.

وأكد اختصاصيون في تعدين العملات المشفرة من الشباب البحريني لـ “البلاد الاقتصادي” أن العائد المتحقق من التنقيب عن العملات الرقمية مجزٍ ويعد من أفضل خيارات الاستثمار متوسطة وطويلة الأمد، ولكن يحتاج إلى الصبر ودراية في تحركات أسعار العملات لفترات طويلة والاستثمار في أجهزة التعدين.

وقال عبدالحكم عبدالكريم، منقب عملات مشفرة، إن معدل الطلب على أجهزة تعدين العملات المشفرة في المملكة تضاعف بصورة كبيرة منذ العام 2018، ووصل ذروته العام الماضي 2021 وذلك بالتزامن مع ثورة أجهزة التعدين مثل Antminer وبطاقات الجرافيك وكروت الشاشة، والتي رافقتها زيادة ملحوظة في أسعارها. وتوقع عبدالكريم وجود 3000 إلى 5000 جهاز تعدين نشط على مستوى المملكة حاليا.

وذكر عبدالكريم أن أكثر جهاز تعدين Antminer مستخدم على مستوى المملكة هو L3 PLUS؛ كونه رخيص الثمن ويجني مالكه مبلغا يتراوح بين 70 إلى 80 دينار شهريا.

وأضاف “أفضل استخدام جهاز التعدين Antminer على بطاقات الجرافيك لأن مدخولها أضعاف البطاقات، كما يتم بيع بطاقات الجرافيك بـ 3 أضعاف قيمتها الحقيقية حاليا ومدخولها بسيط، ومن عيوب البطاقات كذلك يحتاج المنقب لشراء مستلزمات أخرى حتى تعمل البطاقات مثل برامج حاسوبية خاصة، وإذا تعرضت البطاقات للتلف تحتاج إلى إعادة برمجتها”.

وبين عبدالحكم أن عائد تعدين العملات المشفرة يتراوح بين دولار واحد إلى 300 دولار يوميا وذلك اعتماداً على قوة نوعية جهاز التعدين، لافتا إلى أن أقوى جهاز تعدين حاليا هو KD6 يولد 300 دولار يوميا.

وبالنسبة لأسعار أجهزة التعدين في البحرين، لفت عبدالكريم إلى أن أسعار أجهزة Antminer تتراوح ما بين 300 دينار إلى 16 ألف دينار، فيما أسعار بطاقات الجرافيك تتراوح ما بين 200 إلى 1000 دينار، لافتا إلى أن هناك علاقة طردية بين سعر الجهاز ومردوده المالي، فكلما ارتفع سعره زادت عوائده، فجهاز التعدين بسعر 16 ألف دينار يولد 2000 إلى 3000 دينار شهريا.

وذكر عبدالكريم أن أسعار أجهزة التعدين مثل KD5 قفزت بنسبة 200 % في 7 أشهر من 5000 دينار لتصل إلى 15 ألف دينار.

وعن أفضل العملات للتعدين، عدّد عبدالحكم عملات بتكوين وايثريوم وكادينا وسايكون ولايتكوين وهاندشيك ونيرفو وسي كيه بي، فيما هناك الكثير من العملات مثل الريبل وكاردان لا يمكن تعدينها.

ويرى أن الاستثمار في تعدين العملات المشفرة “ممتاز” على حد وصفه، ويعتبر خيارا افضل من ادخار مبلغ في حساب مصرفي بعائد زهيد، مضيفا “تعدين العملات المشفرة يعد احسن مكان للاستثمار حاليا، فعائد تنقيب بقيمة 10 آلاف دينار يفوق عائد حساب ادخاري او استثماري في مصرف والذي يتجاوز 1000 دينار”.

أما عن تحديات التنقيب، فأكد أن أبرزها معدلات صرف الكهرباء الكبيرة لأجهزة التعدين والتي تضاهي معدلات استهلاكها للكهرباء أجهزة التكييف بمعدل 300 إلى 3500 واط.

بدوره، قال محمد خالد عدوان، منقب عملات مشفرة، انه يستخدم بطاقات الجرافيك في تعدين العملات الرقمية بحكم رخص ثمنها وتوافرها في السوق ويمكن تطويرها على عكس أجهزة التعدين Antminer المكلفة والمزعجة في نفس الوقت.

وذكر أن أسعار بطاقات الجرافيك وأجهزة التعدين الأخرى تواصل تسجيل ارتفاعات كبيرة لعدة عوامل أبرزها ارتفاع الطلب عليها في السوق المحلية واستمرار أزمة سلاسل التوريد والشحن على نطاق إقليمي وعالمي.

وبين عدوان أن العائد على التعدين في اليوم الواحد يتراوح ما بين دولار إلى 3 دولارات، لافتا إلى أن التركيز في التنقيب يتم على عملتي بتكوين وايثيريوم؛ كونهما الأكثر تداولا في سلاسل الكتل وتملكان أكبر قيمة سوقية بين العملات المشفرة في العالم.

ويرى عدوان أن العائق الوحيد أمام انتشار تنقيب العملات المشفرة في البحرين هو ارتفاع فاتورة استهلاكها للكهرباء، مضيفا “هي مكلفة جدا إذا ما نظرنا إلى صرف الكهرباء خصوصا في موسم الصيف، ناهيك عن استهلاك المنزل للكهرباء بصورة كبيرة للأجهزة الأخرى على رأسها أجهزة التبريد والتكييف”.

وأكد عدوان انه على الرغم من كلفة التنقيب العالية في البداية، إلا أنها تشكل مستقبل الاستثمار للشباب الطامح لتحقيق دخل مجزٍ على المدى الطويل، وتعلم عالم البلوكشين المليء بالفرص.